قال الدكتور حمادة شعبان مشرف بمرصد الأزهر، إنه لا شك أن مقتل "أبي بكر البغدادي" زعيم تنظيم داعش الإرهابي ومعه عدد من رجاله وأعضاء تنظيمه يُعتبر نجاحًا تكتيكيًا، يرفع الروح المعنوية للدول التي تُحارب الإرهاب وخصوصًا تلك التي شاركت في عملية قتله، فهي تؤكد تفوق أجهزة مخابراتها، ودقة عملياتها الاستخباراتية والعسكرية. وليس هذا فيما يخص البغدادي وحده ولكن جميع قادة التنظيمات الإرهابية كذلك، خصوصًا هؤلاء الذين يتمتعون بكاريزما وشهرة عالمية، ومكانة خاصة بين أعضاء التنظيم. وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز":"من ثم نجد صراعًا خفيًا بين الدول والقوى العسكرية الكبرى وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول من يفوز بمقتل عضوًا بارزًا أو قائدًا لتنظيم إرهابي مشهور"، موضحًا يتجلى هذا الأمر بوضوحٍ في مقتل أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، والذي قتل هذا الأسبوع وتحديدً يوم السبت 26 أكتوبر نتيجة غارة أمريكية على البيت الذي كان يقيم فيه في قرية "باريشا" في محافظة "إدلب" شمال غرب سوريا. وأضاف لقد انتشرت العديد من الشائعات حول مقتل البغدادي على مدى عام 2017 كان أهمها ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية في تصريح لها صدر في السادس عشر من يونيو 2017 قالت فيه: إن هناك احتمالا أن يكون "أبو بكر البغدادي" قد مات في غارة جوية روسية على مدينة الرقة في مايو 2017. وفي الثالث والعشرين من يونيو كذّبَ المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش (رايان ديلون) هذا الخبر وأكد أنه غير صحيح وأنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة الأمريكية دليل ملموس على صحة هذه المعلومة. وأضاف بعد أسبوع أكد النائب البرلماني الروسي (ألكساي بوشقوف) أن وفاة البغدادي شيء مؤكد لا شك فيه، وفي الحادي عشر من يونيو 2017 أكدت وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك) نقلًا عن قناة (السومرية) العراقية أن داعش أكد على مقتل البغدادي، وأنهم يجهزون من سيخلفه. الأمر نفسه أكدته مصادر سورية في "دير الزور".ولفت أنه في 16 يوليو 2017 ذكرت وكالة "رويترز" أن "البغدادي" حي بنسبة 99% وأنه يعيش في مدينة الرقة السورية. وظل هذا اللغط مستمر حتى يوم الخميس 28 سبتمبر 2017 حيث انتشر تسجيل صوتي على صفحات التنظيم وادعوا إنه للبغدادي. وأشار إلى أنه في يوم الأحد 17 ديسمبر 2017 ذكرت العديد من الصحف التركية ومن بينها جريدة "يني شفق" نقلًا عن مصادر سورية أنه تم القبض على "البغدادي" من قبل القوات الأمريكية في العراق، وتم نقله إلى قاعدة أمريكية في مدينة "رأس العين" الواقعة شمال شرق سوريا، وبعد ذلك تم نقله إلى مركز شرطة في مدينة "الحسكة". لكن لم تؤكد الولايات المتحدة هذا الأمر. وشدد على أننا اليوم نجد الإعلان عن قُتل البغدادي وأعلنت الولايات المتحدة مقتله على لسان رئيسها "ترامب" في خطابٍ أشبه بالفعاليات الانتخابية، في وقت خرج على إثره الروس ليُشككوا في مقتله ويطلبوا من الولايات المتحدة تقديم أدلة ملموسة، مؤكدين أن قتله لن يؤثر على الأحداث في سوريا.
مشاركة :