كشف الدكتور حمادة شعبان المشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، دلالات الانفجاران اللذان وقعا اليوم في مدينة "جولو" التابعة لمقاطعة "سولو" جنوبي الفلبين، وأسفرا عن مقتل نحو 10 أفراد وإصابة 15 آخرين. وقال شعبان في تصريحات صحفية اليوم، إن الانفجار استهدف الأول شاحنة عسكرية كانت تقدم الدعم للحكومة في مكافحتها لفيروس كورونا المستجد، وفقًا لتصريحات صحفية أدلى بها النقيب "ركس بايوت" المتحدث الرسمي باسم قوات الواجب في سولو. أما الانفجار الثاني فوقع نحو الساعة الواحدة ظهرًا حسب التوقيت المحلي للفلبين، بعد ساعة من الانفجار الأول وفي شارع يبعد عنه نحو 100 متر. وكلا الانفجاران وقعا في منطقة قريبة من المنطقة التي وقعا فيها هجومان على إحدى الكنائس في يناير 2019، وأسفرا عن مقتل 27 شخصًا وإصابة 80 آخرين، وأعلن تنظيم داعش حينها مسؤوليته عنهما. وبين أن هذان الانفجاران لهما العديد من الدلالات، منها: أولًا: وضوح بصمات تنظيم داعش الإرهابي عليهما، فهذه استرتيجيته الخبيثة في تنفيذ هجمات متتالية في منطقةٍ واحدة حتى يشتت عناصر الأمن من تعقب عناصره، كما حدث في الكنيسة سالفة الذكر، وكما حدث قبل ذلك في هجومه على سجن "ننجرهار" في أفغانستان، حيث تزامن الهجوم على السجن مع إطلاق قذائف هاوون على قاعدة عسكرية قريبة منه حتى يقطعون الإمداد والدعم عن قوات الأمن الأفغانية. الأمر ذاته حدث في تونس العام الماضي، حيث قام التنظيم بهجومين انتحاريين متتاليين في العاصمة التونسية استهدافا عددًا من الأهداف الأمنية وأسفرا عن مقتل عنصر أمني وإصابة آخرين. ثانيًا: لا زال تنظيم داعش الإرهابي يضع عينيه على منطقة جنوب شرق آسيا، وتحديدًا الفلبين رغم الضربات العسكرية التي وجهتها له القوات المسلحة الفلبينية. ففي عام 2017 استطاعت القوات المسلحة استرداد مدينة "ماروي" من قبضة التنظيم بعد أن كان قد اجتاحها بنحو 500 مقاتل من عناصره.أما آخر الاشتباكات بين الجيش الفلبيني وأفراد داعش فكانت في يوليو الماضي وقتل جنديين من الجيش مقابل 10 من أعضاء جماعة موالية لداعش. وكانت هذه الضربات التي يوجهها الجيش للجماعات الداعشية سببًا جعل التنظيم يتجه نحو الأهداف المدنية كالأسواق ودور العبادة.
مشاركة :