.. يبدو أن بعض سائقي السيارات يسترخص أرواح الآخرين، وتهون عليه روحه فلا يتورع عن ارتكاب المخالفات المرورية فلا يربط الحزام، ولا هو يتوقف عن المحادثات الطويلة أثناء قيادته للسيارة، بل ولا يلتزم بالسير حسب النهج المخطط بالشوارع ناهيك عن الطيران بالسيارة حتى لكأنه في شوارع وطرقات لا يسير معه عليها أحد. في السابق كان الإنسان من خلال الهاتف يقول لبعض أهله أو لصديقه: «دقائق وأنا عندك» .. بينما اليوم يعجز عن الوصول في أقل من نصف ساعة. أما إذا كنت تريد الذهاب من الغرب إلى الشرق، أو من الشمال إلى الجنوب والعكس أكثر من ساعة فإن الوقت الذي يستغرقه المشوار لا يقل عن ساعة. ولك أن تتصور أن الذهاب من مركز الجمجوم على كورنيش جدة إلى مستشفى فقيه نصف ساعة، كما أن تخطي المسافة التي بين ميدان العلم إلى تقاطع شارع فلسطين يعتبر معجزة للفوضى في تلاحم السيارات والمحاولات الخطرة التي يمارسها السائقون في سبيل تخطي تلك المسافة !. وما دمنا نتحدث عن المرور فلا بد أن نشيد بإزالة الإشارات في بعض المناطق وأهمها شارع الملك واستبدالها بما يسمى «اليوترن» غير أن مما يؤسف له أن الغالبية من السائقين يتكدسون عند المفارق فيتعطل السير بينما لو إلتزم الجميع بالسير في تتابع مستقيم لكان العبور أسرع. والأمل عندي أن يقوم سعادة مدير المرور مرة أو مرتين ما بين النهار والليل وبالذات في ساعات الذروة ــ وإن كانت الذروة في معظم الأوقات ــ بالتجوال في الشوارع بسيارة ليس لها ونان، ولا إضاءة على مقدمتها ليعرف كم يعاني الناس. قد يقال وأعمال الإدارة من يقوم بها، وأقول لمن يقول ذلك هناك مساعد ومعاون لمدير يمكنهم قضاء الأوراق الهامة ثم إن بإمكان مدير المرور ما بين ساعة وساعة التواجد في الإدارة للقيام بالمهام التي لم يبت فيها مساعده أو معاونه. إنني أكتب هذه السطور وأمامي إحصائية نشرتها جريدة «مكة» بتاريخ 24/5/1436هـ تحت عنوان (مليونا مخالفة مرور في جدة خلال عام) مفادها: بلغ مجموع الحوادث في العام الماضي 66010 حوادث، بمعدل 181 حادثا يوميا، حيث قسمت إلى حوادث التلفيات بواقع 63688 حادثا، بمعدل 175 حادثا يوميا، في حين بلغت حوادث الإصابات 1835 حادثا، بمعدل 5 حوادث يوميا، وحوادث الوفيات 487 حادثا بمعدل حادث واحد يوميا. وأن عدد المصابين 3036 منهم 1876 داخل جدة، و 1160 خارجها.. ويا لطيف ألطف. السطـر الأخـير : مكرٍ مفرٍ مقبل مدبرٍ معا كجلمودِ صخرٍ حطهُ السيلِ من علٍ. aokhayat@yahoo.com
مشاركة :