منظومة متكاملة للتكيف مع تداعيات التغير المناخي

  • 10/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عكفت دولة الإمارات على تقييم تأثيرات التغير المناخي على الصحة العامة والعمل على تطبيق منظومة للتكيف مع تداعيات هذا التغير لتفادي تفاقم تأثيرها وارتفاع كلفة معالجتها، حيث اعتمدت منظومة متكاملة من الاستراتيجيات والمبادرات التي تستهدف تفادي ازدياد حالات الانهاك الحراري، والأمراض الناجمة عن تأثيرات تغير المناخ، ورفع معدل جودة الهواء وخفض نسب الكربون. وتأتي كل الجهود والآليات التي تبذلها الإمارات لدمج العمل من أجل المناخ ضمن استراتيجيتها الصحية، والربط بين توجهات مواجهة تداعيات التغير المناخي والتكيف معها وخفض وتفادي تأثيراتها على صحة البشر، حيث يشهد العالم تفاقماً متسارعاً لحدة التغير المناخي ومدى ارتباط هذا التفاقم بالصحة العامة للبشر والبيئة وتأثيره السلبي عليها، يتطلب وضع الحفاظ على الصحة العامة على رأس أولويات صناع القرار عالمياً، حيث لا يمكن الاستمرار في تحمل أعباء وتكاليف معالجة الآثار الصحية المترتبة عن تغير المناخ. ويعتبر عام 2019 عاماً لتكثيف وتعزيز نظرتنا للنمو الاقتصادي الذي يمكن أن يحققه العمل من أجل المناخ، وحجم فرص العمل والصناعات الجديدة التي يمكن أن يخلقها، وقدرته على رفع مستوى الصحة العامة للبشر والبيئة عبر زيادة الاستثمارات الخضراء عالمياً، كما تأتي توجهات دولة الإمارات في العمل من أجل المناخ من مبدأ خلق فرص اقتصادية جديدة، وتستهدف استراتيجيات ورؤى الدولة زيادة نسبة الطاقة النظيفة من إجمالي مزيج الطاقة المحلي إلى 50% بحلول العام 2050، ما سيحقق بدوره خفضاً بنسبة 75% لمعدل الانبعاثات الناجمة عن قطاع الطاقة بشكل عام. وحققت الإمارات تقدماً كبيراً في تسجيل التكلفة الأقل عالمياً لتوليد الكهرباء عبر استخدام الطاقة الشمسية، كما قامت بتقديم مساعدات تقدر بمليار دولار لنشر حلول الطاقة المتجددة في عدد من الدول النامية. مختبر الذكاء الاصطناعي من ناحية أخرى أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، مختبر الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد مواقع تراكيز الطاقة الشمسية ورصد وتحليل مستويات ومصادر ملوثات الهواء في الدولة بشكل لحظي وتحديد مستوى جودة المياه، وذلك بهدف مواكبة استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، والارتقاء بمستوى جودته إلى مستهدفات رؤية 2021. ويستهدف المختبر حماية البيئة المحلية من خلال رصد وتحليل المعلومات المتاحة بشكل دقيق وتوظيفها في اتخاذ القرارات المناسبة، معتمداً على أحدث التقنيات العالمية المتاحة، التي باتت تلعب دوراً محورياً في القطاع البيئي، وخصوصاً في مجالات الرصد وتحليل البيانات والاتصالات وتخزين المعلومات واسترجاعها، ولذلك فإنه من الطبيعي دمج جميع هذه المهام وتعزيزها باستخدام الأنظمة المستندة إلى المعرفة والذكاء الاصطناعي. ويتضمن المختبر ثلاثة أنظمة رئيسية وهي خرائط لحظية للطاقة الشمسية في دولة الإمارات ونظام المحاكاة للطاقة الشمسية، ونظام الرصد البيئي والذي يشمل الرصد اللحظي والتنبؤ، ونظام رصد البيئة البحرية. وتساهم الخرائط اللحظية للطاقة الشمسية ونظام المحاكاة للطاقة الشمسية في التخطيط لتحديد المواقع الأمثل لاستخدام ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة، ما يساهم في رسم خريطة ومنظومة متكاملة لمواقع المنشآت ومحطات توليد الكهرباء التي تعتمد الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة، بينما يتضمن نظام الرصد البيئي والذي يشمل الرصد اللحظي والتنبؤ، بيانات تراكيز ملوثات الهواء، بالإضافة إلى بيانات مؤشر جودة الهواء من خلال الأقمار الصناعية، كما يضم سلسلة من صور الخرائط توضح التراكيز الساعية لملوثات الهواء واتجاهها على الدولة، ونموذج التنبؤات بتراكيز الملوثات لمدة ثلاثة أيام لستة ملوثات رئيسية وهي أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والأوزون الأرضي، والمواد الجسيمية.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :