التكنولوجيا الرقمية باتت من متطلبات المستقبل والتحول الرقمي هيمن على مفردات العصر وأصبح من اللازم مواكبة قطار التطور الرقمي. وكثيرا ما نسمع اليوم عن الرقمنة، ولكن ما هي حقيقتها؟ ولتبسيط ذلك فهي عملية نقل نموذج العمل إلى العالم الرقمي لاستحداث عوائد أخرى واقتناص فرص جديدة لإضافة القيمة. ووجد العالم نفسه اليوم أمام إنترنت الأشياء وأمام فرصة تاريخية لإحداث تحول شامل في صناعاته ومدنه عبر استثمار تقنيات كالذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وتحليل البيانات الضخمة خاصة في عدد من القطاعات الرئيسية كالكهرباء والمياه والنفط والغاز والتصنيع والأعمال اللوجستية. وفي هذا الإطار وضمن مساعيها لتعزيز التحول الرقمي، قامت شركة "سيمنز" الألمانية بإطلاق نظام التشغيل المفتوح لإنترنت الأشياء MindSphere المعتمد على الحوسبة السحابية لتقديم خدمات للشركات تتضمن الاتصال والمراقبة عبر ربط أجهزة ومنشآت ومنتجات المؤسسة ووصلها مع بعضها البعض، ثم تحليل البيانات الضخمة ومتابعتها، ثم تصميم وبناء وتشغيل التطبيقات المستهدفة لدفع عجلة التحول الرقمي نحو مستويات نمو أعلى. أنشأت سيمنز مركزين لتطبيقات MindSphere في الإمارات، للدفع قدما بتقنيات التعلم الآلي وتحليلات البيانات التي تعتمد على الخوارزميات. وقال فدا خليل مدير مركز تطبيقات "مايند سفير" التابع لسيمنز إن الشركة تعمل على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي للعملاء بمختلف المجالات ونساعد بتقليل تسرب المياه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل "النيورو نيورك" وهو ما يساعد على الكشف عن مواطن الخطورة في شبكات أنابيب المياه ويسهل اتخاذ قرارات أفضل قبل حدوث تسرب بالمياه". كما عقدت سيمنز شراكات مع عدد من الجامعات العربية في كل من الإمارات والسعودية ومصر والعراق وقدمت برنامجها PLM كهبة تصل قيمتها الى نحو 380 مليون دولار. و PLM هو نظام لإدارة المعلومات استخدمته وكالة الفضاء ناسا في إيصال المركبة المسيرة CURIOSITY عام 2011 إلى كوكب زحل لاستكشافه! وقال عبد الرحمن إبراهيم طالب في جامعة RIT "هو برنامج مفيد بحيث يسمح لك أن تطبق فكرة معينة وتدخلها في البرنامج وترسمها رسمة ثلاثية الأبعاد وتضعها في مرحلة الاختبارات وتصنيع القطع والظروف المناخية التي ستؤثر عليها". التحول الرقمي قطار لا ننتظر وصوله فهو قد انطلق بالفعل. ويقع على عاتقنا في المنطقة اليوم اللحاق سريعا به وتجهيز أنفسنا لهذا السباق المتواصل فالآتي من تقدمٍ في التقنيات أسرع وأعظم. والاستثمار في شبابنا وأطفالنا للقادم، هو استثمار في المستقبل.
مشاركة :