الدوحة - الراية : قام وفد من قطر الخيرية بتقديم إغاثة عاجلة للمتضررين من أهل غورغا بدولة نيبال؛ بسبب المعاناة الإنسانية التي خلفها زلزال نيبال، وتشتمل هذه الإغاثة على تقديم الغذاء والأغطية والفرش والبطانيات، وغير ذلك من الضروريات، حيث استفاد من هذه المساعدات 18,000 شخص متضرر. وتعتبر هذه المساعدات الإغاثية دفعة أولى من دفعات عدة ستقدمها قطر الخيرية لنيبال؛ إذ من المتوقع أن يصل قريبا وفد آخر من قطر الخيرية لمواصلة هذه الجهود الإغاثية. ضم الوفد عددا من متطوعي قطر الخيرية هم عبد العزيز زمان وعبد الرحمن الشمري وعبد الله المسيفري، إضافة للسيد عشرت الله دار القرار من إدارة الإغاثة بقطر الخيرية، وزار الوفد الأحياء المنكوبة في كل من كاتماندو وغورغا؛ وقاموا بعملية تقييمية أولية للأضرار والاحتياجات؛ ثم شرع بتوزيع المواد الإغاثية على متضرري الزلزال. تضمنت المساعدات المقدمة سلال غذائية تضمنت مواد تموينية أساسية مكونة من الأرز والدقيق والزيت والسكر والعدس، وبسكويت الأطفال، كما تضمنت الإغاثة تقديم الأغطية والفرش البلاستيكية والبطانيات والصابون وأشياء مختلفة منها ما يتعلق بالغذاء ومنها ما يتعلق بأدوات النظافة الشخصية، وقد بلغت تكلفة هذه المساعدات العاجلة مبلغ 360,000 ريال، واستفاد منها 18,000 شخص متضرر من الزلزال. يهدف هذا المشروع الذي تموله وتنفذه قطر الخيرية بالتعاون مع جمعية السلام النيبالية إلى المساهمة في التخفيف المادي والمعنوي عن أولئك المنكوبين، وتجنيبهم مزيدا من مآسي الكوارث التي قد يتعرضون لها بسبب مخلفات الزلزال، وما تتعرض له البيئة والمياه من تلوث؛ ما قد يتسبب في العديد من الأمراض. وقال السيد إبراهيم علي عبد الله مدير إدارة الإغاثة بقطر الخيرية إن هذا المشروع يمثل جزءًا من استراتيجية قطر الخيرية المبنية على أساس إغاثة المنكوبين بالدرجة الأولى. وأضاف أن قطر الخيرية ستواصل جهودها الإغاثية في نيبال من خلال كل مجالات الإغاثة التي يحتاجها المتضررون؛ منوها بأن وفدا آخر سيتوجه إلى المناطق المنكوبة بنيبال؛ لتنفيذ مزيد من المساعدات هناك. من جهته عبر السيد عبد العزيز الزمان الذي كان ضمن الوفد الإغاثي عن فخر قطر الخيرية واعتزازها بأنها أول جمعية تصل منطقة غورغا رغم وعورة الطرق وصعوبة الوصول إليها؛ باعتبارها من أكثر المناطق النيبالية تأثرا بالزلزال؛ إذ تهدم جل البيوت، وتشرد أغلب السكان. وذكر السيد عبد الرحمن الشمري أن سكان نيبال كانوا محتاجين للمساعدة حتى قبل الزلزال؛ إذ ينتشر فيهم الفقر والعوز؛ بسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي هناك، فكيف وقد حلت بهم هذه الكارثة؛ ونوه إلى أنه على الجمعيات الخيرية أن تهتم بنيبال حتى بعد أن ينتهي الزلزال. وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن أهم الاحتياجات بالنسبة للمناطق التي يصعب الوصول إليها هي على النحو التالي: مواد غذائية، وخيام وأغطية بلاستيكية، وأدوات بناء البيوت، وبطانيات وفرش، ومستشفيات ميدانية، وأجهزة طبية وأدوية، ومياه صالحة للشرب، وأدوات نظافة شخصية. كان زلزال بقوة 7,9 درجة على مقياس ريختر ضرب نيبال مؤخرا على بعد 77 كيلومتراً شمال غرب العاصمة و 68 كيلومتراً من بوخارا، وشُعر به في نيودلهي وفي شمال الهند، وهو أعنف زلزال يضرب نيبال منذ أكثر من 80 عاماً، والأكبر في العالم منذ وقوع زلزال بقوة 8.2 درجة في تشيلي في أبريل 2014. وأكدت تقارير حكومية أن الزلزال الذي ضرب نيبال تأثرت به 39 محافظة من أصل 75 محافظة في البلاد، بما فيها مناطق وادي كاتماندو، وكانت "سيندوبالشوك" المنطقة الأشد تضررا من الزلزال؛ حيث سجلت 2,911 ضحية، فيما بلغ عدد الضحايا في كاتمندو 1,202 ونواكوت 904. وتشمل المناطق الأكثر تضررا أيضا كاوري، راسوا (Rasuwa) دولاخا في نيبال الوسطى، وغوركها، لامجونغ في نيبال الغربي. كما تأثر بالزلزال حوالي 8 ملايين شخص، وبلغ عدد القتلى 7,652 فيما يقدر عدد المصابين بـ 16,390. ولم تتمكن المستشفيات من مواجهة هذا العدد الهائل من المرضى الذين يحتاجون الرعاية الطبية. وأعرب بعض النيباليين أيضا عن شكواهم من أن المساعدات هي الأخرى تأخذ وقتا طويلا للوصول إليهم. كما شمل الدمار 10,718 مبنى حكوميا، ولحق دمار جزئي بإجمالي 14,741 مبنى وحوالي 191,058 منزلا للسكان المدنيين بالأرض، ودمار جزئي بـ 175,162 منزلا. تسبب الزلزال كذلك في انهيارات ثلجية أسفرت عن مقتل 81 شخصا في قمة إفرست، في أسوأ كارثة تتعرض لها أكبر قمة في العالم في تاريخها؛ حيث حوصر أكثر من 200 شخص في أعلى الجبل، لكن طائرات الهليكوبتر نجحت في الأخير في انتشالهم حسبما قالت وزارة السياحة.
مشاركة :