الخليج وأميركا وفرصة العمر - هاشم عبده هاشم

  • 5/11/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

•• لابد من الاتفاق (أولاً) على أن علاقات المملكة ودول مجلس التعاون الأخرى بالولايات المتحدة الأميركية محورية.. وأساسية.. أو كما يُعبر عنها باستمرار بأنها "استراتيجية". •• هي محورية.. وأساسية.. ولا بديل عنها لأن دولة بحجم أميركا.. ومكانتها.. وإمكاناتها الهائلة تُمثل بالنسبة لنا جميعاً الصديق الذي لا يُمكن الاستغناء عنه.. حتى وإن اختلفنا معه في بعض الأوقات.. حول بعض السياسات.. والأفكار.. وذلك شيء طبيعي.. لأن لكل منا منظوراً قد يختلف عن الآخر لكن الأهم من ذلك هو ألا نختلف على الأسس والمبادئ وثوابت هذه العلاقة وفي مقدمتها الحفاظ على أمن واستقرار بلداننا وحقوق شعوبنا. •• وبالمقابل.. فإن الولايات المتحدة تدرك أيضاً أهمية مجموعتنا ليس فقط بالنسبة لها وإنما كذلك بالنسبة للمنطقة والعالم.. بحكم ارتباط مصالح الجميع معنا.. قبل أي شيء آخر.. •• ولذلك.. فإن لقاء قادة دول مجلس التعاون بالرئيس الأميركي "باراك أوباما" يومي الأربعاء والخميس القادمين في قمة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس مجلسنا عام (1981م) تكتسب أهمية قصوى.. ليس لأنها تأتي في ظل أزمات إقليمية ودولية حادة فقط.. وإنما لأن لدى الطرفين حرصاً شديداً على تعزيز وتقوية وتحصين هذه العلاقة بينهما من أيِّ تآكل ألم بها.. أو اعتورها خلال مسيرتها الطويلة. •• فكما أن للأصدقاء الأميركان علينا ملاحظات ووجهات نظر، فإن لدولنا أيضاً ما تقوله وتعبر عنه وتبديه وذلك وحده هو الذي يصون علاقات الأصدقاء من التصدع.. أو الضعف.. أو الاهتزاز.. لأن في ذلك مصلحة مشتركة وحقيقية لنا ولهم في استمرار هذه العلاقة وفي تنميتها وتطويرها وإكسابها المزيد من القوة والثبات.. •• وبكل تأكيد.. فإن حديث القلب المفتوح.. والعقل المفتوح.. والشفاف.. سيؤدي إلى معالجة الكثير من الأمور التي تحتاج إلى "وقفة" صادقة وأمينة مع بعضنا البعض لما فيه خير ومصلحة الطرفين (دول مجلسنا الست) و(الولايات المتحدة الأميركية).. سواء فيما يخص العلاقات الثنائية بين أميركا وبين كل دولة من دولنا.. أو ما يتصل بطبيعة الأوضاع التي تعيشها منطقتنا منذ أكثر من أربع سنوات وحتى الآن.. وبصورة أكثر تحديداً.. الوضع في سورية ولبنان والعراق وليبيا واليمن.. أو ما يمس أمن الجميع بمواجهة الأخطار والتهديدات التي تشكلها المنظمات الإرهابية بدعم من بعض الأنظمة التي اعتادت على دعم الإرهاب وانتشاره لتحقيق مصالح ذاتية أو طموحات غير مشروعة. •• ولدي إحساس قوي بأن عهداً جديداً من التعاون البناء والمتواصل والمتين سوف تُؤسس له هذه القمة المفصلية بإذنه تعالى. * ضمير مستتر : •• هناك فارق كبير بين الخلاف والاختلافات لكن صداقات الدول ومصالحها تظل أقوى باستمرار من الاثنين

مشاركة :