هيكلة جديدة لإدارة شؤون الحج والعمرة - هاشم عبده هاشم

  • 1/4/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

••بتركيز شديد.. •• وباختصار متناهٍ.. •• لخص مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.. أبرز مشكلة في الحج وحددها بدقة في «غياب التنسيق بين سائر الأجهزة العاملة في الميدان نتيجة غياب الإدارة المركزية لكافة القطاعات العاملة داخل المشاعر» •• جاء هذا عند إطلاقه الثلاثاء الماضي ورش عمل الحج القادم بمشاركة (40) جهة ذات علاقة بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.. وللمعتمرين أيضاً. •• وتلك مسألة في غاية الأهمية في أي عمل يفتقد التنسيق الكافي في ظل قيادة موحدة وموجودة في الميدان.. وقريبة من الحدث.. وقادرة على اتخاذ القرار السريع والمناسب لمعالجة الإشكالات التي تتم خارج نطاق التخطيط والتنظيم.. فضلاً عن التوظيف الأمثل للطاقات والإمكانات في اللحظة والتو ومنع التعارض أو التضارب في الصلاحيات.. وتجنب حالة التواكل والاعتماد على الأطراف الأخرى..أو التنصل من المسؤولية.. •• صحيح أن شؤون الحج تدار من قبل وزارة الحج.. ووزارة الداخلية.. بمشاركة وزارات أخرى.. مثل وزارة الصحة ووزارة النقل وغيرها.. وان هناك لجنة الحج العليا برئاسة سمو وزير الداخلية.. ولجنة مركزية برئاسة سمو أمير المنطقة.. •• لكن الأكثر صحة هو أن الحاجة تظل موجودة لإدارة الحج بصورة مختلفة.. وبتحديد أدق للمسؤولية.. وبالذات خلال أيام الحج الخمسة.. مع توفر تنسيق دائم ومباشر ومفتوح بين هذه الإدارة المركزية مطلقة الصلاحية والمسؤولة عن اتخاذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة وبالصورة المناسبة.. وبالذات عند وجود طارئ لا يحتمل التأجيل.. أو العمل على تحقيق التكامل بين أكثر من جهة في وقت قصير.. ودقيق.. وحساس.. •• ومع أن هذه الورش العلمية ستساعد على التوصل إلى مقترحات محددة لتحقيق المطلوب.. وإن كان الأمر من الوضوح بحيث نضع مسؤولية الإشراف على مهام الحج والعمرة فوق كاهل أمير المنطقة بدرجة أساسية.. بالتعاون مع إمارة منطقة المدينة.. فيما يتصل بموضوع الزيارة.. على أن تكون هذه هي المهمة الأولى لأمير المنطقة عوضاً عن وزارة الحج التي تعمل في ظروف صعبة وشاقة وفي أكثر من اتجاه ودون صلاحيات حقيقية.. •• إن إمارة مكة المكرمة مسؤولية عظيمة.. وحين يصبح الحج والزيارة مهمتها الأولى.. فإن وظائف الإمارة عند ذاك سوف تختلف كثيراً عما هو قائم وموجود في إمارات جميع المناطق الأخرى.. وبالتالي فإن هيكلة أعمالها سوف تتغير تماماً عما هو قائم وموجود الآن.. بحيث يتولى محافظ مكة المكرمة.. ومحافظ جدة ومحافظ الطائف.. ومحافظو المناطق التابعة لها إدارة الشؤون الأخرى ذات العلاقة بالخدمات.. أو المشروعات.. والأعمال الإجرائية.. تحت إشراف أمير المنطقة العام.. وبالتعاون مع الأجهزة المركزية بعد هيكلتها وفقاً للمهام والصلاحيات الجديدة.. •• وبمعنى أدق.. فإن الحاجة إلى وجود وزارة مستقلة لشؤون الحج قد لا تكون ضرورية في ضوء هذه الهيكلة المقترحة التي تضع أمير المنطقة في موضع المسؤول الأول عن شؤون الحج والعمرة ويكون إلى جانبه أكثر من نائب يتولى أحدهم المسؤولية التنفيذية لأعمال الحج.. ويقوم بالتواصل مع الدول والسفارات الأخرى أو السفارات السعودية في دول العالم المختلفة.. وإن استوجب الأمر أن يتولى أمير المنطقة نفسه بعض الاتصالات الرفيعة مع رؤساء الدول ومن في حكمهم لبحث الأمور الدقيقة والحساسة ذات العلاقة بشؤون الحج وذات الأبعاد السياسية والأمنية والثقافية المختلفة. •• على أن يكون هناك تنسيق قوي ودائم ومحوري ومباشر مع الوزارات المعنية بشؤون الحج وفي مقدمتها وزارة الداخلية بأجهزتها المختلفة باعتبارها الجهة الأكثر صلة بتأمين السلامة العامة للجميع.. ومن بينهم الحجاج والمعتمرون والزوار.. •• ولا يتعارض هذا النوع من الهيكلة مع استمرار لجنة الحج العليا برئاسة سمو وزير الداخلية.. وعضوية أمير منطقة مكة المكرمة.. وأمير منطقة المدينة المنورة.. وبقية الوزراء من ذوي العلاقة.. على أن تكون هناك أمانة عامة مركزية ومتفرغة تفرغاً تاماً للتنسيق اليومي والدائم بين إمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الداخلية وبقية الوزارات والأجهزة الأخرى.. لكن القرار التنفيذي يظل بيد أمير المنطقة المكلف بالإشراف المباشر على شؤون الحج والحجاج والمعتمرين والزوار.. وأن تكون هناك آليات واضحة ودقيقة في تحديد طبيعة المشروعات المتعلقة بمناطق الحج بما فيها مشروعات التطوير الخاصة بالحرمين الشريفين وإدارة شؤون الحرمين.. •• هذه المقترحات والاجتهادات أشارك بها في التفكير بصوت عال للوصول إلى صيغة أفضل تخدم الحج والحجاج.. وتجنب المملكة الكثير من التشويش الناشئ عن الصور الذهنية الخاطئة المنقولة عنا ولا سيما عند وقوع حوادث من نوع أو آخر.. •• وكما قال سمو الأمير خالد الفيصل في نهاية حديثه في ورشة العمل السالف ذكرها «فإن أعمالنا في هذه البلاد تقيّم عالمياً من خلال أيام الحج الخمسة فقط».. وذلك هو الظلم بعينه لأن ما قامت وتقوم به هذه البلاد على مر التاريخ هو شيء يقترب من الإعجاز.. ومن غير المناسب أن نعدم الوسيلة التي تنصفنا.. وتنقل عنا الصورة الصحيحة.. لأن العمل الهائل الذي تقوم به المملكة حكومة ومؤسسات ومواطنين من أجل ضيوف الرحمن أكبر وأعظم وأضخم من أي مجهود تبذله أي دولة في هذا العالم في مجالات أخرى أقل بكثير مما تفرضه شعيرة الحج علينا.. وما توجبه خدمة أكثر من (3) ملايين نسمة في (5) أيام. ويتحركون في أماكن.. ويؤدون مناسك محددة.. بعد أن تكون الدولة بكاملها قد عملت طوال العام لإنجاز المهمة على أكمل وجه، فيأتينا بعد ذلك من يشوه صورتنا.. ويصادر جهودنا..ويفتئت علينا.. *** •• ضمير مستتر: ••(لا شيء يقود إلى النجاح التام.. مثل التوظيف الناجح للإمكانات والطاقات.. والاستثمار للوقت).

مشاركة :