أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض | مقالات

  • 5/12/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الأطفال هم فلذات أكباد الآباء والأمهات بما وضع الله من رحمة وشفقة في قلوبهم على أبنائهم فتراهم لا يغادرون أعين آبائهم وأمهاتهم، فتلك العيون تلحظهم أينما مشوا وحيثما حلوا، فتسهر الأم على راحة الطفل وإذا ما مرض فإن قلب الأم هو الذي يصيبه الإعياء وهذه المشاعر تتبادل بين الأمهات وأولادهن حتى إذا ما كبروا فإنهم لم يزالوا صغاراً في نظر الأمهات وترينني الطفل الصغير ترعينهُ بالعطف رغم شهادة الأعوامِ.. هذه العاطفة وتأتي عاطفة الأبناء.. ولو عصفت رياح الهم عصفا ولو قصفت رعود الموت قصفا ففي أذني عند النزع صوت يحول لي عزيف الجن عزفا فيطربني وذلك صوت أمي ذلك الصوت العذب الذي يمتلئ بالحنان فيكون بلسماً شافياً للقلوب التي تعتريها الأسى ويكون سلسبيلاً بارزاً يروي المهج التي يعتريها الظمأ فتروي وتشرق خيراً وعافية وتأتي قلوب قاسية تتبرأ منها الأمومة فتحول الحديقة الغناء إلى صحراء جدباء خالية من الزرع والضرع حتى السراب الذي يحسبهُ الظمآن ماء لا يدركه العقل فيها هذه حال كثير من الحوادث والأحداث التي تلوح في أوساط هذا المجتمع بين الفينة والأخرى. فتلك مجموعة من الأطفال تركوا في شقتهم دون أحد يرعاهم فاحترق البيت بأطفاله وحوادث مماثلة لقلوب أمهات قاسية تبددت الرحمة من أوساطها فلم تمل لهداية ولا تعرف للهدى غاية مثل قلب الأم التي تركت ستة أطفال في منطقة الأندلس لم يكن لهم قوت حتى الفاقة البالية واتخذوا من التسول سبيلا فأوصدت عليهم باب الشقة وأوصد باب الرحمة في قلبها وإذا ما زارتهم فإنما يزورهم العنف بدلا من الرحمة والقسوة بدلاً من الشفقة. ما أقساها من قلوب وأدناها من صفات وقصص تترى وأحداث يحزن الإنسان إذا تمعن في سردها. ولكن الحياة مسرح كبير تكون فيهِ مشاهد وعبر وقصص لأطفال وأمهات وأسر تكون منبعاً للرحمة وسبيلاً للعطاء وهم كثر أما الشواذ مثل قضيتنا هذه وإن كانوا قلائل فلابد وأن توجد لهم الحلول وتوضع لهم الدراسات وخطط العمل المختلفة. ونسأل الله أن يبارك جهود الرحماء ويجعل البركة في كل فكر يعمل على نشر الخير واجتثاث الظلم والتحية لفرق حماية الأطفال حتى تكون حقوق الأطفال مفعّلة في مجتمع تكثر فيه مشروعات القوانين بل تترى القوانين التي يُفكَر في إيجاد لوائح تنفيذية لها. إنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض إن هبت الريح على بعضهم لم تشبع العين من الغمض

مشاركة :