إن وجود الأسرة هو امتداد للحياة البشرية وسر البقاء الإنساني، ولما كانت الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع الصالح فقد رعتها الأديان عموماً والدين الإسلامي خصوصاً، قال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وتعد الأسرة وحدة أساسية في بناء المجتمع. تشكل الأسرة شخصية الطفل وتؤثر في نموه النفسي والصحي والاجتماعي، وفي بعض الحالات قد لا تقوم بعض الأسر بالدور المناط بها بسبب بعض الصعوبات التي قد تعيقها عن أداء وظائفها، وعليه نلاحظ وجود صور جديدة ومتغيرة من الظواهر والمشكلات ومنها ظاهرة الإهمال وإساءة معاملة الأطفال ويجب أن نفرق أولاً بينهما، فالإساءة أو الاعتداء الجسدي والجنسي يتسم بصفة الاستمرارية ويتمثل في نمط غير مناسب من الرعاية والتربية وتسهل ملاحظته من قبل الأشخاص القريبين من الطفل، وتحصل الإساءة عندما يتصرف الوالدان أو المحيطون بشكل يؤدي إلى إلحاق الضرر به عن قصد، إما لحقد وإما كراهية أو لضعف في النفس البشرية، أما الإهمال فيُعرّف بأنه ذلك النمط من سوء المعاملة الذي يعبّر عن الفشل في توفير الرعاية المناسبة لعمر الطفل في شأن المسكن، والملبس، والغذاء، والتربية، والتعليم، والتوجيه، والرعاية الطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية الضرورية لتنمية القدرات الجسدية والعقلية والعاطفية، وغالباً ما ينتج عن جهل أو عدم مبالاة أو من دون قصد. ويتوقف نمو المجتمع وتقدمه على مدى تماسك الأسرة وقدرتها على أداء وظائفها بكفاءة وفاعلية، ومن هذه الوظائف القيام بإشباع حاجات أفرادها وتوفير المناخ الاجتماعي والصحي والعاطفي الملائم لهم، وتطبيق أسس التربية السليمة لتنشئة جيل واعٍ ومتوازن ينهض بهذا المجتمع، ومن المعروف أن الأسرة تتكون من أم وأب وطفل، وقد تشمل في بعض الأحيان أفراداً آخرين من الأقارب، والأبناء هم اللبنة الأساسية في الأسرة، وكما أن تنشئة أطفال أصحاء يؤدون دورهم في بناء المجتمعات هو الهدف السامي الذي تسعى إليه الأسرة عامة. * قسم التثقيف الصحي
مشاركة :