وهم أطفالنا الذين لا يلقون منذ أن يولدوا العناية الصحية والنفسية اللازمة لتنشئتهم، فنفسيا تترك تربيتهم لخادمات جاهلات بأصول التربية وأسسها، هذا عدا عن تعذيبهم واستخدام العنف معهم، مما يترك آثارا غائرة في نفوسهم لا تغادرهم مدى حياتهم.. أما طبيا ففي ما أعرف لا توجد مستشفيات حكومية متخصصة للأطفال إلاّ في المدن الكبرى، وفي جدة بالذات لا يوجد مستشفى خاص بالأطفال، وإنما مستشفى للولادة والأطفال وهو مستشفى صغير أُسّس منذ ستين عاما، وأكل الدهر عليه وشرب، أما في القطاع الخاص فيوجد مستشفى واحد، وهو مستشفى مكلف خاصة إذا كان المولود خديجا ويحتاج إلى حاضنة، وقد قرأنا عن حالات تصل فيها تكلفة العلاج إلى أكثر من مئة ألف ريال، وقد يعجز الأب عن دفعها ويحجز طفله وتترتب على ذلك مشاكل كثيرة، وقد كتبت صحيفة الرياض عن حالة لا تعتبر نادرة، وذلك في عددها رقم 16480 الصادر في 29 رمضان 1434 الموافق 7 أغسطس 2013، ويقول الخبر إنّ طفلا لم يتجاوز عمره العشرة أيام يرقد في العناية المركزة بمستشفى النساء والولادة بحائل، حيث يعاني من مشاكل قلبية حرجة ويحتاج إلى تدخل جراحي سريع، وقد أحيلت حالته وتقاريره الطبية إلى مستشفيات ومراكز طبية متقدمة في الرياض، واعتذروا عن استقباله لعدم وجود سرير.. الخ.. والمفروض في هذه الحالة أن يعالج هو وكبار السن في مستشفى خاص على حساب الحكومة إذا لم يوجد سرير في مستشفى حكومي، وهو ما طالبت به في أكثر من مقال.. فمتى يتحقق ذلك؟
مشاركة :