(هُـولو) قرية أناضولية تقع على جبال طوروس في تركيا، كان يمكن أن تصبح مثل باقي جاراتها من القرى الفقيرة التي تعتمد على رعي الماشية، إلا أن مصيرها رُسِـمَ على يد (الشاويش مصطفى) الذي عاد بعد الحرب العالمية الأولى، ليُـعَـلِّـّم أهل القرية صناعة بنادق الصيد. فَـتمكّن بذلك من تغيير مصير القرية كلياً، إذ وَرِثَــت منه المهنة، واشْـتُـهرت بها فَـارتفع مستوى معيشتها إلى الـغِـنَـــى بفضل تلك البندقية التي يُـصْـنَـعُ منها أربعون ألف بندقية في العام، ليتطور الأمر بمصنع متخصص له تجربة فريدة، فهو ليس ملكية لأحد بعينه بل لسكان القرية كلهم!! قصة تلك القرية التي بثتها قناة الجزيرة تذكرتها عندما قرأت في تقارير إخبارية بأن شركة الكهرباء السعودية التي ينمو الطلب على طاقتها بمعدل (8%) سنوياً تستورد لمشروعاتها من الخارج ماقيمته (187 مليار ريال)!! وهنا لست بالخبير الاقتصادي لكن هذه فُـرصة استثمارية جاهزة تُـنادِي بـتُـوْطِّـيْـن تلك المليارات، وذلك بإقامة مصانع جديدة تسـد احتياجات الكهرباء، وتـوفر وظائف للشباب العاطل بعد تأهيلهم. وهنا أجزم أن الانخفاضات الحادة في أسعار البترول جـرس إنذار للبحث عن تنويع مصادر دخلنا، ولاسيما أنّ من خصائص بلادنا التنوع بين مناطقها في الثروات الطبيعية والمناخ، وتلك بيئة خصبة للاستثمار، الذي يمكنها الإفادة من التجارب العالمية الناجحة في هذا الميدان ومنها التجربة الصينية. تلك التي حققـت في زمن قياسي إنجازات عظيمة في حركة التنمية والتحول الاقتصادي ، فمنذ عام 1990م نجحت في الوصول لمعدلات نمو فاقت كل التوقعات، إذ بلغت أكثر من 13 %في العام 1993م! وكان من أهم مظاهر تجربة الصين الاستثمار في كل مدينة وقرية بإنشاء مشاريع ومصانع تحتضن قدراتها البشرية وثرواتها الطبيعية. أخيراً لقد جاء وقت عاصفة حزم اقتصادية سعودية تفـتّـش عن الـفُـرص الاستثمارية وتُـخطّـط لها، وتدعمها، على أن يكون الشباب السعودي عاملين فيها وشركاء كما في مصنع بنادق (قرية هُـولو التركيّـة)! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :