أكد الدكتور إكرام بدر الدين،أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الدعم القطري للإرهاب في عموم الشرق الأوسط، بات حقيقة غير قابلة للجدل، في ظل تدفق التقارير الاستخباراتية، المعتمدة على شهود عيان، والتي تؤكد تورط سلطات قطر الرسمية، وعلى أعلى مستوى، في دعم جماعات إرهابية بعينها سواء، في مصر، أو ليبيا، والسودان، وتشاد، والنيجر، وبالطبع في مالي، وكذلك في اليمن، وسوريا، والعراق، بل وفي نيجيريا، والصومال أيضا.وقال بدر الدين لـ"البوابة نيوز"، إن الدوحة تستغل الفقر في أفريقيا، لنشر الإرهاب بالمال الملوث، مضيفا: "هدف قطر من تقديم هذا الدعم السخي للجماعات الإرهابية، ومنها القاعدة، وداعش، والطوارق، والشباب، وبوكو حرام، وأنصار الدين، والتوحيد والجهاد، هو السيطرة على ما يمكن وصفه بمفاصل منطقة الشرق الأوسط، حتى تضمن التأثير في سياسة دول هذه المنطقة". وأشار إلى أن قطر تستغل الفقر المدقع، وانعدام الأمن، لتزكي نيران الخلافات العرقية القائمة في هذه المنطقة، وبالتالي تصنع الأجواء التي تسهم في توفير مساحات واسعة من النفوذ لها، عن طريق المال. وأضاف: "الصراع الذي تعيشه مالي مع الإرهاب، بدأ من الشمال في عام 2012، وهو ما دعمته قطر منذ ذلك الوقت، وهو امتداد لصراع كبير تشارك فيه عصابات المخدرات، التي تستهدف تدمير السلطة المركزية للدول بهذه المنطقة، حتى يسهل عليها الاستمرار في تهريب المخدرات عبر هذه الدول إلى أمريكا الجنوبية، والمكسيك، وكذلك العبور شرقا نحو باكستان، وأفغانستان، بوصفها من أهم دول العالم في هذه التجارة المشبوهة". ولفت "بدر الدين" إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، هي أخطر الجماعات الإرهابية هناك، لأنها تتعاون مع عصابات المخدرات، بشكل أكبر من غيرها من الجماعات الموجودة هناك.وكشف أستاذ العلوم السياسية، عن أن تنظيم القاعدة في دول المغرب الإسلامي، يعد امتداد للجماعة السلفية للدعوة والقتال، منذ عام 1997، ثم أعلنت انضمامها إلى القاعدة في 2006، وأصبحت عبر الدعم القطري، المصدر الرئيس لمساندة الجماعات الإرهابية الأخرى، بالإضافة إلى التعاون مع عصابات المخدرات. وأوضح أن حركة أنصار الدين، التي أنشأها إياد غالي، أحد القيادات القبلية التاريخية، من الطوارق، تعد من القوى المؤثرة المرتبطة بقطر في هذه المنطقة، إذ خرجت على الحكومة المركزية في مالي، وانضم للقاعدة، تحت شعار المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، وهو ما ينطبق أيضا على حركة الجهاد والتوحيد في غرب أفريقيا، التي ظهرت إثر انشقاق قادتها على تنظيم القاعدة، ليؤسسوا كتائب خاصة بالمقاتلين من أبناء القبائل العربية في مالي.وأكد بدر الدين أن نشاط الجماعات الإرهابية في مالي، بلغ درجة كبيرة من الانتشار، بعد انضمام أعداد كبيرة من الشباب، اعتمادا على التمويل القطري السخي للأنشطة الإرهابية في مالي، وعموم دول الساحل والصحراء، بحسب ما أوضح الباحث في العلاقات الدولية.وكشف عن أن الجماعات الإرهابية العاملة في مالي، ودول الساحل والصحراء، تعتمد على بعض الأنشطة الأخرى، بخلاف التمويل القطري، من أجل جمع المال، ومن ذلك الإتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، فضلا عن تهريب المخدرات من وإلى دول أمريكا اللاتينية، وكذلك خطف الرهائن وافتدائهم بالمال، بالإضافة إلى سرقة النفط.
مشاركة :