كتب ـ عاطف الجبالي: افتتح سعادة الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني، رئيس ديوان المحاسبة، أمس، أعمال الاجتماع الثامن والخمسين للمجلس التنفيذي للمنظمة العربيّة للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (ارابوساي)، الذي يستضيفه ديوان المحاسبة على مدى يومين، بمشاركة رؤساء الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة للدول الأعضاء في المجلس التنفيذي للمُنظمة. وناقش الاجتماع عدداً من المواضيع الهامة المدرجة على جدول أعماله، من ضمنها متابعة نشاط المنظمة منذ آخر اجتماع للمجلس، والنظر في نتائج اجتماعات اللجان الفنية الأربعة المشكلة من قبل المنظمة ضمن المجالات المتصلة ببناء القدرات والمعايير المهنية والرقابة البيئية والتخطيط الاستراتيجي، واعتماد الموازنة التقديرية للفترة 2020-2022، وعرض تقارير الأجهزة الأعضاء عن مشاركاتها في اللجان وفرق العمل على الصعيد الدولي. ويترأس ديوان المحاسبة بدولة قطر المنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ومجلسها التنفيذي خلال السنوات 2019-2022، حيث تأتي رئاسة ديوان المحاسبة للمنظمة تأكيداً للثقة التي يحظى بها الديوان وتقديراً لمكانته ودوره على الصعيد العربي. وقال سعادة الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني، رئيس ديوان المحاسبة: إن اجتماعات المجلس التنفيذي والجمعية العامة للمنظمة تعد فرصة مهمّة للوقوف على ما تحقق من إنجازات وتحديد التوجهات المستقبلية لعمل المنظمة وآفاق تطويرها والنهوض بها. وأضاف سعادته: من منطلق متابعتنا لنشاط المنظمة فقد لاحظنا خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً ملموساً في أدائها بفضل تضافر عدة عوامل لعلّ من أهمها الانفتاح المتزايد على المحيط الدولي والإقليمي ووجود رغبة صادقة لدى قيادة المنظمة في التجديد والتطوير ومسايرة المستجدّات ضمن مجتمع الإنتوساي. وأشار سعادة الشيخ بندر بن محمد، إلى التحديات الكبيرة التي تشهدها الساحة الدوليّة ضمن المجالات المتصلة بعمل الأجهزة العليا للرقابة لا سيما فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومكافحة الفساد وإرساء الثقة في النظم الوطنية لإدارة المال العام وتحسين كفاءتها ومجابهة المخاطر الناشئة على الصعيد الاقتصادي والمالي والتعاطي مع البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. وأكد سعادته ضرورة أن تعمل أجهزة المنظمة الرقابيّة على تطوير أساليب ومنهج وتقنيات العمل المطبقة لديها حتى تستطيع مواجهة هذه التحديات ومواكبة أحدث التطوّرات في مجال العمل الرقابي. وأوضح سعادة الشيخ بندر بن محمد، أن المنظمة العربية لديها دور بارز في مساعدة الأجهزة الأعضاء على بناء قدراتها المؤسسية والمهنية من أجل مواجهة تلك التحديات والارتقاء بأدائها، مؤكداً ضرورة العمل لرفع مهنية المنظمة وأدائها من خلال اعتماد الإصلاحات التي تتطلبها المرحلة. وقال سعادته: إنني على يقين بأنه بتضافر جهودنا والتفافنا جميعاً حول المنظمة سنحقق ما نصبو إليه. وأجدّد عزم ديوان المحاسبة في دولة قطر على بذل كل الجهود اللازمة من أجل الارتقاء بقدرات المنظمة بما يسهم في تحقيق أهدافها. وأشاد الشيخ بندر بن محمد بالجهود التي تبذلها الأمانة العامة للمنظمة في إدارة وتنسيق فعالياتها والتعريف بإنجازاتها على الصعيد الإقليمي والدولي وتعزيز روح التعاون بين الأجهزة الأعضاء واقتراح المبادرات والمشاريع التطويرية لفائدة المنظمة. محطة مهمة قالت الدكتورة آلاء حاتم كاظم، رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة (ارابوساي): إن هذا الاجتماع يعد محطة مهمة لإلقاء نظرة على جهود وعطاء المنظمة للعام المنصرم من خلال تقييم الأنشطة على المستوى العربي والدولي ومناقشة الموضوعات المحورية وانعكاسها على وضع خططنا التي تدعم مساعينا للعام المُقبل. وأضافت: إن العطاء المخلص لتنفيذ أهداف المنظمة وتوجهاتها نحو العمل المشترك والارتقاء به، انعكس بشكل واضح في الاهتمام الجدي بالمفاصل الحيويّة لعمل المنظمة وعلى أكثر من محور، فعلى مستوى المخطط الاستراتيجي تم مناقشة رؤساء لجان المنظمة في مستوى التقدّم لتنفيذ الأولويات الشاملة الواردة في المخطط الاستراتيجي وتحديد مجالات تعديل اللوائح التنظيمية لمختلف اللجان بما يتلاءم مع الأولويات الواردة في المخطط الاستراتيجي ومناقشة الخطط التشغيليّة لهياكل المنظمة للفترة 2020-2022. وتابعت الدكتورة آلاء حاتم كاظم: وعلى محور آخر ولضمان تعزيز جسور التعاون التي سعت إليها المنظمة منذ سنوات مع المنظمات الإقليمية فقد تمّ توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة الاسوساي للثلاث سنوات القادمة ويُمثل ذلك فرصة كبيرة لتحقيق تعاون فعّال مع منظمة رصينة، كما كان للمنظمة دور بارز في المشاركة في فعاليات المؤتمر الثالث والعشرين لمنظمة الانتوساي في جمهورية روسيا في 2019 من خلال عرض أبرز ما قدمته الأجهزة الأعضاء وتبادل المعرفة. وأشارت إلى أن المنظمة تواجه تحديات كبيرة تتمثل في متطلبات رفع كفاءة الأجهزة العربية وفاعليتها في ضوء المستجدّات في ميادين المهنة والمجتمع الاقتصادي المنفتح وبما يتواءم مع المتطلبات الدولية والمهنية في ظل ظروف مالية صعبة، مشيدة بالجهود الاستثنائية التي بذلت من قبل الأمانة العامة والأجهزة الأعضاء لدورها البارز في تنفيذ أنشطة على مستوى الطموح. وتقدمت الدكتورة آلاء حاتم كاظم بالشكر والتقدير للحفاوة المقدّمة من ديوان المحاسبة في دولة قطر لاستضافته هذا الاجتماع. استعراض الإنجازات ومن جانبه أعرب السيد نجيب القطاري، الأمين العام للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة (ارابوساي)، عن سعادته بانعقاد الاجتماع الثامن والخمسين للمجلس التنفيذي للمنظمة في قطر بما تحمله الدولة من حضارات ورموز ومعانٍ لتاريخ الأمة العربية والإسلامية. وأضاف: إن انعقاد اجتماعنا هذا يعتبر فرصة متجدّدة لتقييم نتائج أعمالنا منذ الاجتماع السابع والخمسين للمجلس التنفيذي الذي استضافته الأمانة العامة خلال شهر مارس 2019 وذلك من خلال استعراض ما أنجزناه من أعمال وبرامج على الصعيد العربي وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي واستخلاص الفائدة منها لتحديد برامج عملنا المستقبليّة. وتابع القطارى: كما أن الاجتماع سيتناول عدداً من الموضوعات الهامة التي تتصل بالأنشطة المستقبلية لمنظمتنا وتقديم توصيات واقتراحات بشأنها إلى الجمعية العامة في دورتها الثالثة عشرة التي ستعقد عقب اجتماع مجلسنا التنفيذي. وأشار إلى أن أبرز الموضوعات التي سيتم مناقشتها خلال الاجتماع تشمل، مشروع برنامج العمل في مجال التدريب والبحث العلمي والبرنامج المالي للسنوات الثلاث القادمة 2020 ـ 2022، والتقدّم في تنفيذ برامج المخطط الاستراتيجي للمنظمة وإعادة تشكيل لجنة تنمية القدرات المؤسسية ولجنة المعايير المهنية والرقابية للمنظمة ولجنة الرقابة البيئية بالإضافة إلى تعزيز التعاون القائم بين منظمتنا العربية والمنظمات الدولية والإقليمية، وهو ما يستدعي تضافر الجهود للوصول إلى توصيات عملية ومفيدة تساهم في الارتقاء بأداء أجهزتنا العربيّة إلى أعلى المراتب. وقال القطاري: لا شك أن ما حققته المنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة خلال السنوات السابقة من إنجازات على الصعيدين العربي والدولي يجعلنا نشعر بالارتياح والاطمئنان خاصة في ضوء ما أبدته الأجهزة الأعضاء في المنظمة من جدية ودعم كبيرين لمختلف الأنشطة وخاصة في مجال بناء القدرات المؤسسيّة. تعزيز التعاون وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزتنا العربية على الصعيد الدولي من خلال ترؤسها ومشاركتها في عدد من اللجان وفرق عمل الانتوساي، مبيناً أنه رغم كل ما تحقق من إنجازات، فإنه يتعين تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحوّلات والمتغيرات الدولية السريعة، وذلك من خلال تطوير أساليب العمل وتوفير الإمكانات المادية والبشرية اللازمة لتحقيق ذلك والاستفادة من مختلف التجارب على الصعيدين العربي والدولي للوصول إلى أعلى درجات الكفاءة. وأكد القطاري ضرورة مضاعفة الجهد لمواكبة الأهداف والتوجهات التي اعتمدتها منظمة الانتوساي في إطار مخططها الاستراتيجي وتحقيق الاستفادة القصوى من تجارب هذه المنظمة والمنظمات الإقليمية الأخرى المنبثقة عنها، مشيراً إلى أن الأمانة العامة حريصة على القيام بالمهام الموكلة إليها بكفاءة وتسعى إلى تطوير أدائها منطلقة في ذلك من التعاون القائم بينها وبين الأجهزة الأعضاء.
مشاركة :