فلاش باك..1893.. رحيل علي مبارك

  • 11/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذا اليوم الرابع عشر من نوفمبر عام ١٨٩٣، توفى الرائد والمفكر المصرى الكبير على مبارك، والذى جسدت حياته، كافة المظالم التى لحقت بمصر والمصريين، في العصرين المملوكى والعثمانى.والدليل أسرته التى عاشت حياة الشتات في وطنها، وتنقلت من قرية لأخرى هربا من الضرائب التى فرضها الولاة عليهم.ويشير الكاتب محمد عمارة في كتابه «على مبارك مؤرخ ومهندس العمران»، إلى نشأة على مبارك، فيقول: «عندما ولد صاحبنا كان قد سبقه إلى الميلاد إخوة كثيرون، ذكور غير أشقاء وسبع بنات شقيقات، ولقد أبت مظالم النظام السياسى والاجتماعي يومئذ، إلا أن تلاحق الأسرة بلعنة الهجرة والاغتراب، ففى إحدى الضائقات الاقتصادية، التى كثيرا ما كانت تصيب الفلاح المصري، عجزت الأسرة عن الوفاء بما فرض عليها من الضرائب والرسوم، وكانت أرض الشيخ مبارك، معفاة من الضرائب، ولكن الضائقة الاقتصادية جعلت حكام الإقليم يفرضون عليه أرضا غير معفاة من الضريبة ومحملة بالديون، فتراكمت الديون المتراكمة سلفا على هذه الأرض، ولما عجز عن الوفاء بالمطلوب، بعد أن أعطى كل ما لديه، وباع الماشية وأثاث المنزل، اضطر إلى الهجرة فرارا من الملاحقة، وترك قريته «برنبال»، ورحل ليقيم في «الحمادين» إحدى قرى محافظة الشرقية». ويتبين من سيرة على مبارك كم المعاناة، الذى صاحب نشأته، حيث ولد في عام ١٨٢٣، وتلقى تعليمه الابتدائى في كتاب قريته، وأتم حفظ القرآن، وانتقل فيما بعد للدراسة في مدرسة قصر العينى التجهيزية في ١٨٣٥، وبعد أربع سنوات اختير مع مجموعة من المتفوقين للالتحاق بمدرسة المهندسخانة، ودرس بها الجبر والهندسة والطبيعة والكيمياء والمعادن والجيولوجيا، وتخرج في عام ١٨٤٤ ليسافر مباشرة إلى فرنسا في بعثة دراسية، ليتعلم اللغة الفرنسية، وبعد تولى عباش باشا حكم البلاد، عين على مبارك في مدرسة المدفعية بطرة، وترقى في عدة مناصب حتى أصبح ناظرا للمدارس. كان لـ«مبارك» مشروع ورؤية في إدارة التعليم بمصر، فأنشأ مطبعتين وألف بعض الكتب الدراسية وباشر رعاية الطلاب، ولكنه لم يستمر في منصبه بسبب الوشاية عند سعيد باشا، الذى عزله في ١٨٥٤، ليرسل على مبارك إلى الجيش، ويشارك في الحرب العثمانية ضد روسيا في القرم، وكأن العثمانيين يترصدونه منذ مولده.كان لعلى مبارك دور في المفاوضات بين الروس والدولة العثمانية، وكذلك أقام مستشفى لعلاج الجنود بالجهود الذاتية، وبعد عودته فصل من عمله، ثم عين وكيلًا في نظارة الجهادية، وانتقل منها إلى تعليم الضباط وصف الضباط القراءة والكتابة والحساب، حتى مايو ١٨٦٢.بعد تولى الخديو إسماعيل الحكم في ١٨٦٣، كلفه بإعادة تنظيم القاهرة على الطراز الحديث، بشق الشوارع الواسعة، وإنشاء الميادين، وإقامة المبانى والعمائر العثمانية الجديدة، وإمداد القاهرة بالمياه وإضاءتها بالغاز، ليسند إليه لاحقا نظارة القناطر الخيرية، وبعد إدارته الناجحة منحه الخديو ٣٠٠ فدان.وبعد ظهور الوزارات في مصر عام ١٨٧٨، تولى على مبارك ٣ وزارات «الأوقاف، المعارف، الأشغال العمومية»، وكان من بين إنجازاته إنشاء دار العلوم.

مشاركة :