يتندر المؤرخ المصرى رؤوف عباس حامد، على المصادفات التى تزامنت مع مولده ويروى فى مذكراته التى حملت عنوان «مشيناها خطى»، قائلًا: «ولد صاحبنا فى الرابع العشرين من أغسطس ١٩٣٩ فى أحد مساكن عمال السكة الحديد ببورسعيد.. وشاء القدر أن يولد صاحبنا فى هذا الموقع فى ظروف أزمة دولية أشعلت نار الحرب العالمية الثانية، وعندما أصبح شابا كان يتندر بهذا التوافق الغريب بين مولده وقيام الحرب العالمية الثانية، ومولد والده فى أغسطس ١٩١٤ وقيام الحرب العالمية الأولى، وكثيرًا ما كان يبدى إشفاقًا على العالم من أن يتسبب زواجه وإنجابه فى وقوع الحرب العالمية الثالثة».وتابع «حامد» فى مذكراته «عندما رُزق بولده الحبيب فى ٢٤ أكتوبر ١٩٦٦ ظل يعرب فى سخرية عن قلقه على مصير العالم، ولم يمض نحو سبعة شهور حتى وقعت هزيمة يونيو ١٩٦٧».وتلقى «عباس» تعليمه الابتدائى فى مدرسة السيدة حنيفة السلحدار الابتدائية بحى شبرا، وانتقل فيما بعد إلى مدرسة شبرا الثانوية ولم يستمر فيها إلا عامًا واحدًا بعد انتقال أسرته إلى مدينة طوخ؛ ليكمل فى مدرستها دراسته الثانوية.فى عام ١٩٥٦ تطوع فى الحرس الوطنى أثناء العدوان الثلاثى على مصر، لكنه لم يتمكن من الإسهام فى المجهود الحربي، وتخرج فيما بعد فى كلية الآداب بجامعة عين شمس عام ١٩٦١ بتقدير جيد، وبعد عشرين عامًا أصبح أستاذًا للتاريخ الحديث وتولى رئاسة القسم بالكلية حتى عام ١٩٨٨.وتولى عددا من المناصب، من بينها عضوية لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيسًا لوحدة الدراسات التاريخية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ورئيسًا لمجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، بالإضافة إلى العمل كأستاذ زائر فى عدد من الجامعات العربية والعالمية من بينها جامعة طوكيو وجامعة قطر والإمارات والسوربون بباريس.وللمؤرخ العديد من المؤلفات من بينها «الحركة العمالية فى مصر» و«النظام الاجتماعى فى مصر فى ظل الملكيات الكبيرة» و«مذكرات محمد فريد» و«جامعة القاهرة، ماضيها وحاضرها» و«شخصيات مصرية فى عيون أمريكية».وتوفى فى مثل هذا اليوم السادس والعشرين من يونيو من عام ٢٠٠٨ عن عمر ناهز التاسعة والستين.
مشاركة :