انتهت قبل أن تبدأ! | إبراهيم محمد باداود

  • 5/14/2015
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

في المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرًا معالي وزير الخارجية السعودي الأستاذ عادل الجبير، مع نظيره الأمريكي جون كيري في باريس، تم الإعلان عن هدنة إنسانية باليمن لمدة خمسة أيام، بدأت الثلاثاء الماضي، مع إمكانية استمرار الهدنة في حالة التزام جماعة الحوثي وحلفائهم بها. كان هدف التحالف من هذه الهدنة هو السماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل سريع وآمن، وتمكين وكالات الإغاثة الدولية من القيام بدورها، وتقديم الدعم والمساندة والغذاء والدواء للمتضررين، وقد صرّح الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أن الوكالة ستقيم جسرًا جويًّا كبيرًا لنقل 300 طن من المساعدات في صنعاء وعمران وعدن. ولكن لم تكد تمر نصف ساعة على بدء سريان الهدنة، حتى قامت المليشيات الحوثية بخرق الهدنة، وقصف حيّين في مدينة تعز، كما أفادت مصادر في قيادة اللجان الشعبية، كما ذكرت المصادر أن هذه الميليشيات قامت بشن هجوم مكثف بالمدفعية، وبشكل عشوائي على حيّي المرور والمناخ بمدينة تعز؛ ممّا أدّى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين، وقد سبق للمتحدث الرسمي باسم التحالف العميد أحمد عسيري أن أفاد بأن الحوثيين قصفوا في اللحظات الأخيرة، وقبل تطبيق وقف إطلاق النار مناطق في مدينة جازان على الحدود مع اليمن؛ ممّا جعله يصرّح بأنه لا يثق في التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار. وقد صدقت ظنون العميد أحمد عسيري، فهذه المليشيات المسلحة وحلفاؤها لا يعرفون عهدًا، أو وعدًا، أو ميثاقًا.. فهم يتحركون وفق الأجندات التي يُكلّفون بها، ولا يعترفون بإغاثة، أو مساعدات إنسانية، أو غيرها من الأعمال الإغاثية التي تقوم بها المنظمات الدولية. فمطلبهم الرئيس هو أن يعيثوا فسادًا في الأرض، وأن ينشروا الخراب والدمار في المناطق التي يوجدون فيها، وأكبر شاهد على هذا حليفهم المخلوع الذي خان العهد والوعد، وقام بعضِّ اليد التي أكرمته، وجعلت منه قائدًا، وها هو اليوم يتعاون مع تلك المليشيات لضرب من أكرمه ودعمه، وهكذا هو حال اللئام. الهدنة الإنسانية يمكن أن تتم مع مَن يعرف ما هو الإنسان، وما هي حقوقه ومكانته وكرامته البشرية، أمّا هذه المليشيات المجرمة فلا تعرف للإنسانية معنى، ولا تعرف احترام العهود والمواثيق، ولا ينفع معهم هدنات وليس لهم إلاّ الحزم. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :