قبل يومين أصدر مجلس الوزراء موافقته على إقرار (برنامج التحوّل الوطني 2020)، والذي يُعدُّ أحد برامج (رؤية السعودية 2030)، كما قدّر المجلس اعتماد مجلس الشؤون الاقتصاديَّة والتنمية إطار الحوكمة لتحقيق رؤية السعوديَّة 2030، والذي اشتمل تفصيلاً لأدوار ومسؤوليات الجهات ذات العلاقة، بتحقيق تلك الرؤية، وفي نفس اليوم عُقد مؤتمر صحفي لعدد من الوزراء، قام كل منهم باستعراض الدور الذي ستلعبه كل وزارة في ذلك البرنامج. مبدئيًّا هناك 24 جهة حكوميَّة ما بين وزارة وهيئة تشارك في هذا البرنامج، ومن المتوقع أن يُضاف لتلك المؤسَّسات الحكوميَّة جهات أخرى مستقبلاً، وقد تضمَّن برنامج التحوّل تحديد مستهدفات عدَّة حتَّى عام 2020، وذلك من خلال عدد من المبادرات المختلفة، والتي يصل عددها إلى 543 مبادرة بميزانيَّة تصل إلى 268 مليار ريال، وستساهم تلك المبادرات في توليد أكثر من 450 ألف وظيفة في القطاعات غير الحكوميَّة، كما ستساهم في تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير نحو 40% من الإنفاق الحكومي على المبادرات. مَن يطّلع على تفاصيل برنامج التحوّل الوطني يندهش من مضمون ذلك البرنامج، والذي من الواضح أنَّه تمَّ إعداده بشكلٍ محترفٍ، بل وبطريقة خرجت عن الإطار التقليدي الذي وضعت عليه الخطط الخمسيَّة السابقة، فهناك أهداف إستراتيجيَّة وُضعت لتحقيق رؤية 2030، وتمَّ ترجمة تلك الأهداف إلى مبادرات تنفيذيَّة خاصَّة بالجهات المنفِّذة لتحقيق تلك الأهداف، ووضع خطط تنفيذ تفصيليَّة، كما تمَّ تعزيز العمل المشترك بين الجهات لتحقيق الأهداف المشتركة، والحد من الازدواجيَّة، أو التعارض، إضافة إلى دعم آليَّة التحوّل الرقمي من خلال إيجاد 5 منصات رقميَّة مشتركة بين الجهات العامَّة. العنصر الرئيس الذي سيقود هذا البرنامج، وسيقوم بتنفيذ الخطط لتحقيق الأهداف المأمولة هو العنصر البشري، وهو الموظف الحكومي، والذي عَرض له هذا البرنامج بمنهجيَّة مختلفة تمامًا عن الآليَّة التي كان يعمل بها طوال السنوات الماضية، ممَّا يتطلَّب أن يشمل البرنامج آليَّة محدَّدة لإعادة تأهيل وتغيير ثقافة ومنهجيَّة وطريقة وأسلوب عمل الموظف الحكومي، والذي سيطلب منه تنفيذ خطة محكمة مربوطة بجدول زمني، ومستهدف رقمي، وتطبيق مبادرات ميدانيَّة ذات أهداف عُليا، كالمساهمة في رفع قيمة الإيرادات غير النفطيَّة، وخفض المصروفات الحكوميَّة، وتوليد وظائف جديدة غير حكوميَّة، وغيرها من المخططات الضخمة، والتي تتطلَّب كوادر بشريَّة مؤهلة على أعلى مستوى ليتم تحقيق الأهداف المأمولة. برنامج التحوّل الوطني 2020 برنامج رائع وطموح، وآليَّة وضعه وتصميمه، والإعلان عنه مميَّزة، وسيُواجَه بالعديد من التحدِّيات، وفي مقدِّمتها وجود الكادر البشري المؤهل لتنفيذه. Ibrahim.badawood@gmail.com