انتهت الانتخابات.. وماذا بعد؟ | إبراهيم محمد باداود

  • 12/15/2015
  • 00:00
  • 41
  • 0
  • 0
news-picture

انتهت الانتخابات البلدية، وعلى الرغم من عدم قناعة البعض بجدواها، أو حجم تأثيرها، فإن التنافس عليها كان كبيرًا، والحملة الإعلامية التي صاحبتها كانت واضحة، خصوصًا في ظل السماح للمرأة -ولأوّل مرّة- بأن تكون ناخِبة، أو منتخَبة. كالعادة لم تخلُ الانتخابات من مواقف عديدة، منها الإيجابيّ، ومنها السلبيّ، وهذا ما يحدث عادة في الانتخابات بمختلف أنواعها. ففي الختام لابد من فائزين، وآخرين لم يحالفهم الحظ، ومن المؤكّد أن بعض الفائزين في مثل هذه الانتخابات لا يكون معيار فوزهم مرتبطًا بأنّهم كانوا الأصلح، أو الأفضل، بل قد يكون بمن يستطيع أن يحقق أعلى قدر من الأصوات، ويتمكّن فريق الحملة التابع له من تجميع أكبر قدر من الأصوات، سواءً كان من خلال علاقاته، أو الحملة الخاصة به. إنّ الجهد الذي بذله المرشحون في الانتخابات كان جهدًا كبيرًا، صُرفت من أجله الأموال، وسُخّرت من أجله طاقات بشرية كبيرة، وعُقدت في سبيله العديد من الاجتماعات، ولذلك فإنني أتمنّى من الفائزين أن لا يضيّعوا كل هذا التعب من أجل الجلوس على الكرسي فقط، بل يجب عليهم أولاً أن يوفوا بما وعدوا به مرشحيهم، وأن يحرصوا على أن يسخِّروا طاقتهم في سبيل الأهداف التي وعدوا بالعمل من أجلها، وأن يعملوا لخدمة مجالسهم البلدية، ولا ينشغلوا بقضايا شخصية، وأن يحرصوا على أن يكونوا عند حسن ظن مَن قام بترشيحهم، وأن يبذلوا ما في وسعهم لخدمة الأهالي والمجتمع. هناك فئة غير مقتنعة أصلاً بهذه المجالس وجدواها، فضلاً عن قناعتها بتنظيم مثل هذه الانتخابات لترشيح أفراد يمثلون المجتمع في تلك المجالس، فمنهم مَن يعتقد بأن هذه المجالس صورية، وأنها فقط للاستهلاك الإعلامي، ولإبراز أننا مجتمع حضاري، أمّا الواقع فإن كل شيء بيد أمانات المحافظات، ووزارة الشؤون البلدية، ولذلك فإن على المرشحين أن يثبتوا لأمثال هؤلاء العكس، وأن للمجالس البلدية دورها، وقيمتها، وأن ترشيحهم في هذه الانتخابات ساهم في تحسين الخدمات، وتمكّن من تحقيق بعض الآمال والتطلعات لأفراد المجتمع. انتهت الدورة الثالثة للانتخابات البلدية، ويبقى السؤال: ماذا بعد؟ وكيف نستطيع أن نحقق في هذه الدورة ما لم تتمكّن الدورات السابقة من تحقيقه؟ وكيف سيؤكّد المرشحون من أن لهم دورًا فاعلاً يساهم في رفع مستوى الثقة في هذه الانتخابات، ورفع سقف الآمال في المجالس البلدية. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :