«معرض الإمارات».. سرديّة التاريخ على حواف البصر

  • 11/24/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يفتح معرض فن أبوظبي نافذة واسعة على فنون العالم، سواء من خلال الأعمال التي تعرضها صالات العرض الفنية الآتية من جميع أنحاء العالم، أو من خلال جلسات الحوار التي تشهد حضوراً كثيفاً من الفنانين ومحبي الفن التشكيلي، نظراً لما تقدمه من معلومات ومعارف حول طبيعة ما يجري في العالم على صعيد الفنون كافة؛ ولما تقوم به من مساءلة فكرية، لعدد من القضايا التي تشغل العالم اليوم. ومن يجول بين الأقسام المختلفة لـ«فن أبوظبي» يكتشف حجم التنوع الذي تحمله الأعمال المشاركة، وفي وسط هذه البانوراما الفنية الشاملة، يحضر «معرض الإمارات» الذي يضم مجموعة من أعمال الفنانين الإماراتيين الرواد والأجيال الشابة، ليقدم للآخر مشهداً واسعاً عن المشهد التشكيلي في الإمارات، ويشي بما تنطوي عليه هذه الأرض من كنوز ثقافية وأثرية، تشكل سرديّة تاريخية على حواف البصيرة. في بهو المعرض تطالعك جدارية للفنان الإماراتي محمد كاظم تحمل عنوان: «نوافذ»، وهي مجموعة مكونة من 108 لوحات صغيرة، رسم جرافيتي على الورق. وتشارك الفنانة فرح خليل بثلاث لوحات تعبر عن التراث، وهي بعنوان: «العيش في مكان من الكلمات»، مرسومة بألوان مائية على الورق، بالإضافة إلى مواد أخرى مثل العنبر، وعطر، وبخور، وصمغ نباتي، وبطاقات بريدية، وشرائح، وزجاج، وتمور، وزمرد وأحجار كريمة، وعدسات وخشب، ورخام.. وأشياء أخرى. فيما تشارك الفنانة شيخة المزروع بمنحوتة من الفولاذ المطلي، مثبتة على الجدار، والفنانة آلاء إدريس، بعمل فيديو، مشغول من خشب ألياف زجاجية ومرايا. وتشارك الفنانة لمياء قرقاش بـ11 لوحة بعنوان: «صحوة» وهي صور طباعة كرومو جينيك، طباعة جيلاتين الفضة، وفي هذه اللوحات جرار فخارية وأقلام حبر، وقطع إلكترونية، ومشاهد من حياة مجتمعات متنوعة. وفي المعرض قسم استقطب اهتمام الحضور، حيث تعرض بعض مقتنيات متحف العين الأثرية، منها قلادة «التميمة» التي تعود إلى منتصف القرن العشرين، والقلادة مصنوعة في عُمان وهي من الفضة والذهب والمرجان والخزف، كانت تزين أعناق نساء البدو، ولا تمثل هذه القلادة قطعة زينة وفخامة فقط، بل كانت تعكس أيضاً ثروة المرأة الشخصية، وتشير إلى هويتها القبلية أو المنطقة التي تنتمي إليها. وتذكر الكتابة المصاحبة للقلادة أنها مصممة للحماية من الأمراض أو سوء الحظ، إذ كان يعتقد أن قطع المرجان المطلية بالفضة والخرز الملون تضمن صحة جيدة، كما كانت بعض القلادات تحمل آيات قرآنية لتحمي من ترتديها. وإلى جانب القلادة، هناك قطعة بعنوان «حمراء عباس»، وهي عبارة عن زهور بلاستيكية معلقة مع مسبحة من خشب السيسم، علاوة على الجرار المزخرفة بالنقوش، وأقلام، وحاملة أقلام وأساور وخواتم وغطاء لرأس المرأة، وهذه الأشياء الفنية جميعها تمثل فترة منتصف القرن العشرين.

مشاركة :