في حي النور يلتقي ثلاثة أشخاص يستأجرون شقة لقضاء عطلتهم، تنسج رواية «عطلة في حي النور» قصة حياتهم وعلاقاتهم المعقدة في الحي الراقي بإحدى ضواحي تونس العاصمة من خلال تتبع روابطهم الغامضة والمتقلبة لتظهر صورة جديدة للمدينة والناس. هكذا يستعرض الروائي التونسي الحبيب السالمي ملامح من حال بلاده، ليتوقف لحظات في قلب العاصمة عائداً مع الزمن 10 سنوات إلى الخلف، لترصد روايته، المرشحة لنيل جائزة الشيخ زايد للكتاب 2024، التحولات المتسارعة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، وتكشف عن دلالات بعض هذه التغيرات وتأثيراتها على نفوس الناس، مستكشفة امتداداتها في مجتمع يتأثر بمفاهيم وقيم مستجدة ومختلفة. ويعود الكاتب إلى بلاده بعد رحلة طويلة في باريس، حيث يتفقد الشوارع والأزقة التي ملأت حوائطها لوحات الجرافيتي، ويلفت في الرواية إلى تغيرات مجتمعية عامة، وربما عارمة، في سلوك شرائح مختلفة من المجتمع. وقال السالمي لـ«الاتحاد» إن حديث الروائي عن الواقع، ونقله كما هو في أعماله الأدبية، يكتسي أهمية كبيرة في بعض الفترات الزمنية، إذ يجب ألا يعيش المبدع في برج عاجي أو عوالم ذاتية أو خيالية منفصلة عن الواقع، فالكتابات الغارقة في الذاتية تحتاج إلى بعض الواقع أحياناً، والروايات السردية الواقعية ما هي إلا شهادات على التاريخ بطريقة ما، وكل روائي يقدم شهادته على الواقع والزمن والأحداث بطريقته الخاصة، ومن خلال وجهة نظره، سواء كان معاصراً لهذه الأحداث منذ بدايتها أو عائداً من الخارج ليفاجأ بالتغيرات الجديدة، كما حدث لبطل الرواية وزوجته، فكل هذا يؤثر في طريقة طرح الفكرة داخل الرواية.
مشاركة :