كتب- عبدالمجيد حمدي: كشف البروفيسور عبد البديع أبو سمرة، رئيس إدارة الطبّ الباطني بمؤسسة حمد الطبية عن خُطة لإنشاء مركزَين جديدين للسكري في كل من مُستشفى حزم مبيريك، ومستشفى الخور، لافتًا إلى أن المؤسّسة تضم في الوقت الحالي مركزَين في كل من مستشفى الوكرة، وحمد العام، وذلك بهدف توسعة مجال الخدمات المقدمة لفئة المصابين بالسكري والعمل على توزيع الخدمات في كافة أنحاء الدولة. وقال في تصريحات ل الراية، خلال مشاركته في المؤتمر السنوي الثالث حول الفهم المعاصر لمرض السكري والسمنة والمتلازمات ذات الصلة (CUDOS)، الذي ينظّمه مركز سدرة للطب والبحوث، والذي يختتم أعمالُه اليوم، إنّه من المتوقّع أن يشهد المركزان النور خلال العام المقبل، موضحًا أن خدمات المراكز الوطنية لعلاج السكري تتميّز بالشمولية والتكاملية، حيث توفر جميع الاختصاصيين والاستشاريين الذين يحتاجهم مريض السكري في مكان واحد، لافتًا إلى أن أعمال المؤتمر تضمّنت جلسة خاصة عن السكري في قطر وأهمية التركيز على الوقاية قبل العلاج، ما يوفر الكثير من المُضاعفات الصحية، وأيضًا زيادة التكلفة الاقتصادية لمُواجهة تداعيات هذا المرض، وقال إنّ تكلفة مرض السكري في قطر تزيد على مليار ريال سنويًا. وتابع أن نسبة انتشار السكري في قطر تصل إلى 17%، وهو رقْم كبير، مُوضحًا أنه في حال التركيز على الوقاية خلال المرحلة المُقبلة وتخفيض معدلات الإصابة بنسبة 5% على الأقلّ فإنه سيعد إنجازًا كبيرًا لدولة قطر، وهو ما يتم العمل عليه من خلال تطبيق الإستراتيجية الوطنية للسكري. وأضاف إن مُؤسسة حمد في الوقت الحالي تعكف على تنفيذ عدة أبحاث للوقاية من السكري بدعم من الصندوق القطري للبحث العلمي، وسوف تبدأ خلال الفترة القليلة المقبلة، حيث تتركّز الأبحاث على 4 محاور، الأوّل يركز على وقاية الإنسان من الإصابة بالمرض، والثاني يركّز على كيفية وقاية المرأة التي تعاني من سكري الحمل من التطور إلى السكرى المزمن، والثالث هو العمل على إعادة المُصابين حديثًا بالمرض إلى مرحلة ما قبل السكري والشفاء منه، والرابع وقاية الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسكري قبل الزواج، وإدخال تغيير في نمط الحياة بحيث لا يصابون بالسكري، خاصة السيدات بعد الزواج والحمل. وتابع أن من بين الأبحاث المذكورة أحد الأبحاث يركّز على الشفاء بالنسبة للمصابين حديثًا، حيث إن هناك دراسة مبدئية على حوالي 30 مريضًا من سكري النوع الثاني لبحث إمكانية شفائهم من السكري من خلال تغيير نمط الطعام والاعتماد على أطعمة قليلة السعرات الحرارية لمدة 6 أشهر، حيث تبين أن هناك تراجعًا في معدلات السكري بصورة لافتة. ونوّه في الوقت نفسه إلى إمكانية الشفاء من السكري من النوع الثاني من خلال جراحات قصّ المعدة، وذلك بالنسبة للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، لافتًا إلى أن هناك حالات بالفعل ثبت شفاؤها تمامًا من السكري بعد إجراء هذه الجراحات. في الوقت نفسه، أكّد الدكتور جاسم السويدي استشاري أمراض القلب بمؤسّسة حمد الطبية أنّ المؤتمر شهد جلسة حول أمراض السكري والقلب، وأهمية علاجهما، موضحًا أن أكثر من 50% من مرضى القلب يعانون من السكري، ومن ثم فإن جلسات المُؤتمر سوف توفّر التوعية للأطباء المُشاركين حول التغييرات التي طرأت على علاج هذين المرضَين المرتبطَين. د. حجر البنعلي:تأثير العلاج بالأعشاب وهمي حذّر الدكتور حجر أحمد البنعلي رئيس فرع جمعية القلب الخليجية في قطر من اللجوء للعلاج بالأعشاب، حيث إن تأثير هذه العلاجات وهميّ ولا يستند إلى تجارب أو دراسات حديثة مؤكدة، وهو ما قد يؤدّي إلى مضاعفات كثيرة للمرضى، وقد تؤدّي لا قدر الله إلى الوفاة. ولفت إلى ضرورة التركيز على إجراء دراسات وأبحاث حول هذه العلاجات بحيث يكون الأمر مثبتًا علميًا وقائمًا على دلالات راسخة قائمة على التجربة والإثبات، محذرًا من الانسياق وراء الشائعات والأدوية التي يتمّ الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة المواد العشبية والطب البديل، موضحًا أنه لا يوجد علاج يغني عن الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء سواء لعلاج السكرى أو القلب أو الأمراض الأخرى، موضحًا في الوقت نفسه أنّ هناك علاجات عشبية قد تساعد في الحمية الغذائية، ولكنها لا تغني أبدًا عن الأدوية. د. جاسم السويدي :عيادات موحدة لمرضى القلب المصابين بالسكري كشف د. جاسم السويدي عن خُطة لافتتاح عيادات خاصة لمرضى السكري المصابين بالقلب بحيث تكون هناك خدمة مُتكاملة لهذه الفئة بما يؤدّي إلى توفير أفضل لرعاية المريض بدلًا من مُراجعة طبيبَين في عيادتَين مُختلفتَين. ولكن يكون العلاج في مكان واحد. ولفت إلى أنّ مؤسّسة حمد الطبية لا تتوقّف عن الأبحاث الخاصة بالمرض للوقوف على كل ما هو جديد في إدارة المرض والتوصل إلى العلاجات الحديثة أيضًا، لافتًا في الوقت نفسه إلى ضرورة تبنّي نمط حياة صحي، حيث يعد أحد أهم طرق العلاج، والأمر الثاني هو اختيار الدواء المثالي لكل مريض، موضحًا أن بعض أدوية السكري اتّضح أنها مفيدة لمرضى القلب لدرجة أن بعض المرضى الذين لا يعانون من السكرى يمكنهم أن يتناولوا هذه الأدوية لعلاج القلب، وهو ما أثبتته الأبحاث والتجارب الجديدة. وقال إنّ أمراض القلب تُعتبر السبب الأوّل للوفاة في قطر وفي العالم بشكل عام، لافتًا إلى أنّ مُستشفى القلب بمؤسّسة حمد الطبية يشهد باستمرار تطورات علاجية كبيرة، ومنها على سبيل المثال الاستعاضة عن إجراء العمليات الجراحية للقلب المفتوح لتغيير صمام واستخدام القسطرة بدلًا من ذلك.
مشاركة :