أحمد سلام يكتب: الحاجة إلى دم جديد !

  • 11/28/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إنه الحديث الدائم عشية أي تغيير وزاري..  الدم الجديد.. رغم يقيني بأنه لا جديد عقب أي تغيير في الحقائب الوزارية لأن النهج متواتر . اختيار لأهل الثقة يخلو من المفاجآت .!الدم الجديد يعني تغيير النهج التاريخي الذي تواترت عليه القيادة السياسية منذ ثورة يوليو1952 وقد كان الاختيار اما من أعضاء مجلس قيادة الثورة أو التكنوقراط لوزارات بعينها مثل الأشغال العامة والزراعة والمواصلات والصحة والعدل .إعداد القيادات لتولي المناصب الهامة يستلزم تأهيلا مسبقًا علي غرار ما يحدث في فرنسا من خلال أكاديمية تصقل وتمنح شهادة جدارة في الإدارة والعلوم السياسية بالتزامن مع انتقاء دقيق يستمد من السيرة الذاتية والوظيفية خروجا عن الوتيرة المعتادة خلال الحقب الماضية .!عند إعداد هذا المقال طالعت مقالا للعملاق مصطفي امين من خلال عموده اليومي الشهير فكرة نشر في جريدة الأخبار عدد الخميس 6اكتوبر عام 1994 يقول فيه:إننا في حاجة إلى دم جديد. صحيح إننا في حاجة إلي أصحاب الخبرة ولكن إلي جانبهم نحتاج إلي دم جديد يبعث حيوية وتجديدا وروحا جديدة إلي العمل لأن عدم التجديد يقتل العمل ويصيبه بالكساح.!حديث الكاتب الكبير الأستاذ مصطفي أمين رحمه الله عن الدم الجديد قبل ربع قرن يتجدد عند كل تغيير وزاري يشمل الوزراء والمحافظين والتساؤل الدائم عن جدوي التغيير يتردد بقوة عند قدوم شخوص بدلا من شخوص دون مردود إيجابي يضيف إلي منصب الوزير أو المحافظ.!عشية حركة المحافظين هناك علامات استفهام حول ديمومة الاختيار من أماكن بعينها اعتمادا على السيرة الوظيفية السابقة وغالبا يأتي الاختيار بالتزامن مع نهاية الخدمة دون تفكير في الاختيار من المحليات واليقين أن أهل مكة أدرى بشعابها وتكفي نظرة للشارع والخدمات في مواضع كثيرة حيث يقتصر ظهور المحافظ علي جلسات مجلس المحافظين أو المناسبات التي يحضرها رئيس الجمهورية .!الخلفية السياسة للوزير أو المحافظ لا موضع لها بمصر بمثل ما كان يحدث قبل يوليو1952 لأن فترة ما قبل الثورة كانت تعج بالساسة والأحزاب المؤثرة وبالتالي فإن الأحاديث التي خرجت مؤخرا عن الخلفية السياسية لا تتصل بالواقع المؤكد افتقاد دور الأحزاب السياسية وخلو المشهد النيابي من شخوص الأمس البعيد.عشية التعديل الوزاري الجديد الذي سوف يشمل حركة محافظين ينشط رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الحكومة واختيار الوزراء والمحافظين وهو أمر تتفرد به مصر التي تتحدث في كل شيء في مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلي اماكن لترويج الاشاعات والفتن وحدث ولاحرج.الدم الجديد يقترن بالدقة في الاختيار المثمر لشخوص تقدم أفكارا بناءة تضيف للمنصب وتجهز علي الموروث العقيم الذي أسفر عن تساؤلات كثيرة تلوح عند حدوث أي تغيير والتي تتلخص في القول الأثير: لا جديد تحت الشمس .!

مشاركة :