تحليل إخباري: نتنياهو يتفوق في الانتخابات ولكنه لم يحقق الأغلبية لتشكيل الحكومة

  • 3/5/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القدس 3 مارس 2020 (شينخوا) على الرغم من التفوق الذي حصل عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو في عدد الأصوات في انتخابات الكنيست الــ 23، إلا أنه ما زال من الصعوبة قدرته على تشكيل حكومة، خاصة وأنه لم يحصل بعد على الأغلبية التي تخوله تشكيل حكومة والمتمثلة في 61 مقعد من أصل 120 مقعدا مؤلفة للكنيست. وللمرة الثالثة على التوالي تخوض إسرائيل الانتخابات البرلمانية في أقل من عام واحد بعد الفشل في تشكيل حكومة في جولتين سابقتين في أبريل وسبتمبر الماضيين، الأمر الذي أدخل إسرائيل في حالة جمود سياسي غير مسبوق. أما بيني غانتس، زعيم حزب أزرق أبيض والمنافس الرئيسي لنتنياهو لم يحصل على أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة، حيث يتخلف حزب أزرق أبيض عن نتنياهو بأربعة مقاعد، ويبدو واضحا أنه لن يستطيع تعويض عدد المقاعد بينه وبين نتنياهو حتى الانتهاء من عملية فرز الأصوات بشكل كامل. وقال جدعون راهات من قسم العلوم السياسية من الجامعة العبرية في مدينة القدس "من الواضح أن غانتس وكتلته (اليسار) قد خسروا الانتخابات، ولكن من غير الواضح بعد إذا كان نتنياهو حقق النصر بالفعل". وأضاف راهات أن هذا الأمر يعيد إسرائيل إلى جولة الانتخابات الأولى في أبريل/نيسان 2019، حيث حققت الكتلتان نفس نتائج هذه الجولة من عدد المقاعد، وتبعا لذلك دخلت البلاد في جمود سياسي أسفر عنه التوجه إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى في سبتمبر 2019، ومارس 2020. وقد يبدو احتفال نتنياهو وأنصاره بالانتصار سابق لأوانه، حيث نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس (الإثنين) مقاطع فيديو يظهر فيها رئيس الليكود وهو يحتفل رفقة زوجته وعدد من أنصار بالتفوق على غانتس. وقام نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة بحملة انتخابات قوية تمكن من خلالها زيادة عدد مقاعد حزبه من 32 في انتخابات أبريل الماضي إلى 36 أو أكثر في هذه الجولة من الانتخابات. ومن جانبه، قال نائب مدير منتدى كوهليت للسياسة، ران بار يوسفات أنه "من الواضح أن نرى المواطنين الإسرائيليين يميلون إلى اليمين، وعلى الأرجح سيكون لدينا حكومة يمينية". ولكن يبدو أن الجمود السياسي الذي عاشته إسرائيل منذ أكثر من عام قد يستمر بعد إغلاق صناديق الاقتراع، إذا لم تحصل أي من الكتلتين (اليمين، يسار- وسط) على المقاعد الكافية لتشكيل حكومة. وأظهرت استطلاعات رأي نشرتها قنوات تليفزيونية إسرائيلية أن كتلة اليمين بقيادة الليكود حصلت على 59 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست، ولكن ذلك لا يمنع من أن تذهب البلاد إلى انتخابات رابعة، فقد اعتبر الكثيرون أن الجولتين الثانية والثالثة كانت مفاجأة غير سارة ومثيرة للصدمة، لذلك لا أحد يستبعد التوجه إلى جولة رابعة. وقال راهات لوكالة أنباء ((شينخوا) "هذا وارد جدا، سنبقى في نفس الحلقة المفرغة ما لم يتم الوصول إلى حل سحري كان مفقودا في الجولتين السابقتين لتشكيل حكومة". بمجرد الانتهاء من عملية الفرز والإعلان عن النتائج النهائية سيكون الأمر بيد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لاختيار مرشح لمنصب رئيس الوزراء وفقا للتوصيات التي يتلقاها من قادة الأحزاب الإسرائيلية. وعادة يقوم رئيس الدولة بمنح مرسوم التفويض لرئيس الحزب الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد وتكون أمامه ستة أسابيع لتشكيل ائتلاف. وفي حالة فشل المرشح، فإن رئيس الدولة يكلف مرشح آخر بمهلة 28 يوما لمحاولة تشكيل حكومة، وفي حال فشل الاثنان فسوف تتوجه إسرائيل إلى الانتخابات مرة أخرى. وصرحت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية أن نسبة إقبال الناخبين للتصويت في الانتخابات كانت عكس التوقعات، حيث سجلت نسبة الإقبال واحدة من أعلى النسب في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية في العقود الأخيرة. وقالت لجنة الانتخابات أن نسبة الإقبال وصلت إلى 71 في المائة، الأمر الذي يدل على أن الجمهور الإسرائيلي لا يريد العودة مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع والدخول في جولة رابعة ترهقه. وقال بار يوشفات لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لا أعتقد أن الجمهور الإسرائيلي يريد انتخابات أخرى، وأعتقد أيضا أن ممثلينا في الكنيست يدركون أن هذا قد يكون لأن بعض الناس من اليسار سينضمون إلى كتلة اليمين، وقد يكون ذلك لأننا سنجد بعض الائتلافات الجديدة التي لم نفكر فيها مسبقا". وسيمثل نتنياهو أمام المحكمة في 17 مارس بعد توجيه المستشار القضائي للحكومة أفيحاي ماندلبليت لائحة اتهام بالفساد في ثلاث قضايا منفصلة تتمثل في الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. ويعتقد خصوم نتنياهو أنه في حال استطاع تشكيل حكومة فإنه سيستخدم منصبه لمحاولة التهرب من المحاكمة. ونفى رئيس الوزراء في عدة مناسبات ارتكابه لأي تهمة من التهم الموجهة ضده، أو محاولاته لتغيير القانون بشكل يخدم مصالحه. وقام نتنياهو بسحب طلب الحصانة من الكنيست الإسرائيلية في 28 يناير الماضي. ويبدو أن فرص أزرق أبيض للإطاحة بنتنياهو وكتلته اليمين ضعيفة جدا، خاصة أنهم يتخلفون عنه بفارق كبير. وتعهد غانتس في عدة مناسبات بأنه لن يشكل أي حكومة بدعم من العرب، حيث أصبحت القائمة العربية المشتركة التي تمثل السكان العرب قوة مهمة في اللعبة السياسية خاصة بعد أن أظهرت الاستطلاعات الأولية عن حصولها على ما يقارب من 15 مقعدا. ويصعب الوعد الذي قطعه غانتس على نفسه ولناخبيه وأنصاره من مهمته للوصول إلى أغلبية برلمانية وتشكيل حكومة، حيث أن كتلة اليسار بدون العرب لا تمتلك سوى حوالي 40 مقعدا. ولكن يبقى هناك خيار لتشكيل حكومة وحدة بين الليكود وأزرق أبيض على الرغم من أن ذلك يعني أن الرجلين نتنياهو وغانتس سيخرقان التزامات انتخابية صارمة. وقام نتنياهو بحملة انتخابية أعلن فيها عن نيته تشكيل حكومة يمينية تميل إلى الأحزاب الأرثوذكسية التي تشجع على ضم كامل لأراضي الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، في حين وعد أزرق أبيض ناخبيه بأنهم سيقودون حكومة علمانية ولن تكون بالشراكة مع شخص متهم بالفساد في - إشارة إلى نتنياهو-. وقال راهات "لا أري أي شيء يحدث في عملية السلام، ربما هناك تحركات إسرائيلية أحادية الجانب، وسيتم إضفاء الشرعية عليها من خلال صفقة ترامب (صفقة السلام الأمريكية لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المعروفة إعلاميا باسم (صفقة القرن))". وصرح بار يوشفات "الإدارة الأمريكية تنتظر أن تقود حكومة مستقرة إسرائيل، وهذا هو السبب في أنها لم تتخذ حتى اللحظة المزيد من الخطوات لتطبيق خطة السلام". وأضاف "لا يهم أن كانت حكومة يمينية ضيقة تضم 61 عضوا، أو حكومة وحدة من الليكود وأزرق أبيض". وقال في الوقت الذي يحتفل فيه أنصار الليكود بالنصر، لكن الأمور تبدو غير واضحة بعد، ولا يمكن تحديد أي شيء حتى اللحظة، حيث كثيرا ما أظهرت السياسة الإسرائيلية أن ما يعتبر غير مفهوم غالبا ما يصبح حقيقة.

مشاركة :