دمشق ـ وكالات: أفادت مصادر في سوريا مقتل 45 شخصًا وإصابة عشرات آخرين في غارات مكثفة نفذتها طائرات قوات النظام على ريف إدلب بشمال غرب البلاد أمس، في حين سيطر تنظيم داعش على حقل نفطي بمحافظة حمص ضمن الهجوم والجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية. وقال شهود عيان في إدلب إن 30 شخصًا بينهم أطفال ونساء قتلوا وجرح عشرات آخرون في غارات لطائرات حربية سورية على بلدة كفر عويد في جبل الزاوية، فيما قتل نحو 15 آخرين في غارات مماثلة على بلدة سراقب، مشيرًا إلى أن عدد الغارات على ريف إدلب اليوم قارب الثلاثين غارة. واستهدفت الغارات على كفر عويد وسراقب سوقي البلدتين. وفي غضون ذلك، تمّ إخلاء امرأة جرحت إثر قصف تعرضت له بلدة عين لاروز في جبل الزاوية بريف إدلب أول أمس، وأضافت المصادر إن الطيران الحربي السوري شنّ منذ صباح أمس غارات مكثفة على بلدات جبل الزاوية ومعرة النعمان وجسر الشغور. وتابع إن البلدتين تقعان بعيدًا عن منطقة الاشتباكات حول مدينة جسر الشغور التي تقع في أقصى غرب محافظة إدلب، مشيرًا إلى أن السكان يعتقدون أن هذا القصف بمثابة انتقام من الحاضنة الشعبية للمعارضة المسلحة بالمحافظة. وكان جيش الفتح المؤلف من فصائل أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وجند الأقصى قد سيطر نهاية مارس الماضي على مدينة إدلب، وسيطر في أبريل على مدينة جسر الشغور ومعسكرات بالقرب منها، ويسعى لاقتحام آخر معاقل النظام بالمحافظة. وبالتزامن مع القصف الجوي المكثف لريف إدلب بالصواريخ الفراغية، أفاد ناشطون بمقتل خمسة أطفال في دوما بريف دمشق جراء قصف مدفعي من قبل القوات النظامية. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف حدث أثناء خروج الأطفال من مدارسهم.وتحدث ناشطون عن غارات جوية على بلدة دير العصافير بريف دمشق، كما تحدثوا عن غارة أوقعت قتلى وجرحى في بلدة العميقة بريف حماة، واستهدف قصف جوي مماثل المشفى الوطني في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور الخاضعة لتنظيم داعش. كما سُجلت إصابات في غارات للطيران المروحي على أحياء بحلب بينها حي المشهد وفقًا للجان التنسيق. ميدانيًا أيضًا، أفادت شبكة شام بأن تنظيم داعش سيطر فجر أمس على حقل "الهيل" النفطي شمال شرقي مدينة تدمر الأثرية، كما سيطر على قرية "أرك" إثر اشتباكات مع القوات النظامية السورية. وأضافت الشبكة إن مقاتلي التنظيم سيطروا كذلك على محطة "الحفنة" الغازية في المنطقة وقصفوا محطة غاز "الفرقلس" بالمنطقة. وكان التنظيم قد بدأ قبل أيام هجومًا واسعًا تمكن فيه من السيطرة على مدينة السخنة التي تقع على مسافة سبعين كيلو مترًا تقريبًا شرقي مدينة تدمر الأثرية. وأرسل النظام السوري تعزيزات عسكرية لمنع سقوط المدينة. وقالت شبكة شام إن الطيران السوري شنّ أمس غارات على الأطراف الجنوبية والغربية لمدينة تدمر في محاولة لإبعاد خطر التنظيم. ويأتي تقدم داعش في ريف حمص بعدما أحرز تقدمًا مماثلاً في مدينة دير الزور عبر سيطرته على حي "حويجة صكر" الذي لا يبعد كثيرًا عن مطار المدينة العسكري، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إلى وقوع معارك بين مقاتلي تنظيم داعش والجيش السوري على مقربة من قلعة تاريخيّة في مدينة تدمر الأثرية التي يسعى المتشدّدون للسيطرة عليها ما أثار قلقًا على الآثار المدرجة على قائمة الأمم المتحدة لمواقع التراث العالمي. وذكر المرصد أن مقاتلي داعش أعدموا 23 شخصًا أول أمس بينهم تسعة قصر وخمس نساء في مناطق سيطروا عليها خارج المدينة.