اليوم تبدأ فترة الامتحانات في المدارس ومعها تعلن حالة الطوارئ في كثير من المنازل كما تبدأ معاناة الآباء مع الأبناء والبنات من خلال متابعتهم للتأكد من استيعابهم للمقررات التي سيتم الاختبار فيها كما تنطلق خلال هذه الفترة مهام تصوير الملخصات وأسئلة وأجوبة الامتحانات السابقة والتركيز على الحفظ فهو الحل الوحيد خلال هذه الفترة وخصوصًا إن لم يتم التركيز منذ بداية الفصل الدراسي ولم يتم مذاكرة ومراجعة تلك الدروس أولاً بأول . موسم الامتحانات لا يأتي فجأة بل يعلن زمنه من قبل أن ينطلق الموسم الدراسي، والمشكلة التي تتكرر لدى كثير من البيوت هي حالة الاستنفار التي نشهدها خلال هذا الموسم وكأنه بالنسبة لنا موسم مفاجئ أو أننا لا نعرف منذ بداية العام أنه في شهر كذا سيكون موعد الاختبارات النهائية، فالبعض من الآباء يتركون أبناءهم يلعبون ويسرحون ويمرحون طوال العام ثم ما إن يقترب الموسم وفي بعض الأحيان عندما تبدأ الاختبارات إلا وتبدأ المعاناة والاستفسار عن مستوى المراجعة والمذاكرة وحل الواجبات وفهم الدروس وغيرها من الأمور التي تعود الكثير على ربطها فقط بالامتحانات وفي المقابل ومع بداية الاختبارات نجد أن الطلاب والطالبات يسهرون طوال الليل ويحرصون على التواصل مع المدرسين وبعض زملائهم للاستفسار عن ما يصعب عليهم طوال العام كما يقومون بتبادل الملخصات وغيرها من الملازم وبعضهم يقضي ليله ونهاره في هذه الفترة ووسط هذه الدوامة، ولا ننسى أن هذه الممارسات تساهم في توفير سوق مميزة لمروجي المواد الممنوعة للطلاب بدعوى مساعدتهم على السهر والتركيز والتحصيل العلمي . ثقافة الاستعداد للامتحانات يجب أن تتم من أول يوم في الدراسة وأن تتعاون المدرسة مع المنزل في ترسيخها في أذهان الطلاب والطالبات وأن يكون هناك قياس سنوي قبل كل موسم للامتحانات عن مستوى الاستعداد للطلاب والطالبات وذلك لنتفادى حالة الاستنفار والتوتر التي نجدها في كثير من المنازل خلال فترة الامتحانات، فالمتابعة والمراجعة والاختبارات الدورية من بداية الفصل الدراسي من قبل المدرسة وسؤال الآباء عن كل ذلك في المنزل من شأنه أن يجنب الآباء الكثير من الصعوبات التي يواجهونها مع أبنائهم اليوم كما من شأنه أن يساهم في توفير مناخ صحي للأبناء ليؤدوا تلك الامتحانات بعيدًا عن التوتر، مع تمنياتنا لجميع أبنائنا وبناتنا بالتوفيق والسداد . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :