الإسلام دين الرحمة والعطف والمودة والتلطف والتسامح، هو دين عظيم يوصي بالتحلِّي بالصبر وحسن الأخلاق، وحسن المعاملة، وفي القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة العديد من الأمثلة التي تؤكد ما سبق من معانٍ جليلة جعلت كثيرًا من البشر حول العالم يعتنقون هذا الدين؛ حتى أصبح أكثر الديانات انتشارًا وتوسعًا من بين باقي الديانات. هذا الأمر لم يرقْ لكثير من أعداء هذا الدين، فبدلاً من أن يهاجموا الدين الإسلامي بأنفسهم، عمدوا إلى تجنيد بعض أبنائه المخدوعين ممّن أصبحوا على قناعة بالفكر الضال، وتأهيلهم ليكونوا عملاء لديهم، وإمدادهم بالسلاح لمحاربة هذا الدِّين، وإقناعهم بأن سلوكيات العنف والإرهاب والوحشية هي جزء من هذا الدين، وأن التباهي بقطع رؤوس الأسرى أمام الكاميرات، ورجم المتّهمين دون محاكمة شرعية، وإلقائهم من فوق أسطح المنازل هي جزء من هذا الدِّين، وأن صلب الأطفال معاقبة لهم لعدم الصوم هي جزء من هذا الدِّين. مؤخرًا قام هؤلاء بتجاوز كل ما سبق في مشهد جسّد قمة الوحشية والرعب، إذ قاموا بتنفيذ حكم الإعدام في الطيار الأردني المأسور لديهم، وذلك من خلال إشعال النار فيه حيًّا، وقاموا بتصوير جريمتهم بالفيديو، فأظهروا الطيار في قفص حديدي، وملابسه مبللة بمادة سريعة الاشتعال، وأشعلوا النار فيه حتى حرقوه، ثم هدموا القفص بجرّافة، وبداخلها جثمان الطيار؛ في مظهر قد لا نراه حتى في أفلام الرعب والخيال. هل هذه الوحشية، وهذه الجريمة البشعة، والعمل البربري الجبان من الإسلام في شيء؟ هل هذه السلوكيات الإرهابية ستساهم في نشر الإسلام، أو الدفاع عنه؟ هل مثل هذا العمل الإجرامي سيُعيد للمسلمين فلسطين، وسيُحرِّر المسجد الأقصى، ويطرد إسرائيل من الأراضي المحتلة؟ نعم.. لقد تعرض كثير من المسلمين الأبرياء في كثير من الدول لألوان من البطش والقهر والتنكيل، سواء من بني جلدتهم، أو من أعدائهم، وتم قتلهم وتشريدهم، وكما تم التنديد والاستنكار لتلك الأعمال الإرهابية، فنحن نستنكر قيام مثل هذه الفئة الضالة بمثل هذه الأعمال البربرية باسم نصرة الإسلام، فهذه الجرائم بعيدة كل البُعد عن الدِّين الإسلاميّ، وهذه الفئة لا تُمثِّل الإسلام بأيِّ حالٍ من الأحوال. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :