صدر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية كتاب "سلفيو مصر"، للإعلامي محمود الورواري، والذي يناقش فيه نشأة وصعود الجماعة السلفية في مصر.يتتبع الكتاب بدايات السلفية منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى اللحظة الحالية، وكيف تحول بعض المغالين في النصف الثاني من القرن العشرين من دعاة للسلفية إلى جهاديين يطالبون بالحكم عن طريق العمل المسلح والصدام مع الدولة.ويرصد بالتفصيل نشأة الجماعات السلفية المعاصرة، مع التركيز على إصدار قانون الجمعيات الأهلية في مصر، والذي قدم بيانات واضحة عن الجمعيات السلفية مثل جماعة أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة، واللتان أفرزا العديد من الجماعات السلفية لاحقًا.قسم الكتاب صعود السلفية في العموم إلى عدة مراحل، بدأها من دولة الخلافة الإسلامية، لافتًا إلى أن السلفية ليست حديثة المنشأ، على اعتبار أن تفسير المصطلح يشير إلى أن السلفية يقصد بها السير على سنة النبي محمد، منذ عهد الصحابة، لافتًا إلى أن السلفية مرت بعدة مراحل تاريخية أثرت فيها بشكل مباشر، بالأخص صدام أحمد بن حنبل أحد أئمة السلفية مع الدولة الحاكمة في القضية المشهورة تاريخيًا تحت مسمى قضية خلق القرآن، ذلك المصطلح الذي ابتدعه المعتزلة وتصدى له ابن حنبل، مرورًا بالدور الذي قام به ابن تيمية ثم ما قام به ابن قيم الجوزية، وصولا إلى محمد بن عبد الوهاب والدعوة الوهابية في المملكة العربية السعودية، إلى جانب دعوة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في القاهرة، ودعوة محب الدين الخطيب ومحمد رشيد رضـا، إلى أن وصل للسلفية في السبعينيات وانتشار العمل المسلح بين جنبات الجماعات السلفية في تلك الحقبة الزمنية.
مشاركة :