طرابلس / الأناضول استنكرت وزارة الداخلية في حكومة "الوفاق الوطني" الليبية المعترف بها دوليا الغارات التي شنها طيران داعم لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على مدينتي طرابلس ومرزق (جنوب)، خلال نحو 48 ساعة؛ ما أسفر عن مقتل 14 طفلًا وسيدتين، إحداهما حامل. وقالت الوزارة في بيان وصل الأناضول نسخة منه إنها "تؤكد أن هذه الأفعال جريمة حرب متكاملة الأركان". وطالبت، في بيانها، المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته تجاه هذه الأفعال الإجرامية التي تستهدف وتروع المدنيين والآمنين". وأعلنت عملية "بركان الغضب"، التابعة لحكومة الوفاق، المعترف بها دوليًا، مساء الأحد، ارتفاع حصيلة قتلى غارات الطيران، الداعم لحفتر، على طرابلس إلى 5 أطفال. وقالت العملية، في بيان عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، إنه تم "التعرف على جثمان طفل خامس من ضحايا قصف الطيران الحربي الداعم لحفتر" لمنازل مدنيين في السواني (جنوبي طرابلس). وفي وقت سابق الأحد، أعلنت وزارة الصحة بحكومة "الوفاق" مقتل 3 أطفال وجرح 10 أشخاص جراء قصف جوي شنه طيران حربي داعم لحفتر، جنوبي العاصمة. وأوضحت الوزارة، في بيان لها، اطلعت عليه الأناضول، أن طيران حربي داعم لحفتر (لم يوضح الجهة التي يتبعها) استهدف منازل وسيارات مدنيين وجسر في بلدة السواني. يأتي ذلك في الوقت الذي استقبل فيه مستشفى حكومي بمدينة مرزق جنوبي ليبيا، الأحد، جثامين 9 أطفال وامرأتين، إحداهما حامل، نتيجة قصف طيران إماراتي مسير داعم لحفتر. جاء ذلك في بيانين منفصلين صادرين عن مستشفى مرزق العام، والمكتب الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، التي أطلقتها حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، لمواجهة هجوم قوات حفتر على طرابلس. وقال بيان المستشفى إن القصف وقع ليل الجمعة السبت الماضي، واستهدف منزلا بمنطقة أم الأرنب في مدينة مرزق. وأضاف أن الأطفال الذي قتلوا جراء القصف تتراوح أعمارهم بين عام ونصف العام، وثلاثة عشر عامًا. وأوضح البيان أن الجثامين تم إحالتها صباح الأحد إلى مركز مدينة سبها (جنوب غرب) الطبي، للعرض على الجهات القضائية المختصة، تمهيدا لإتمام إجراءات الدفن. وأشار بيان عملية بركان الغضب أن هؤلاء الضحايا حصيلة قصف الطيران الإماراتي المسير الداعم لحفتر ليل الجمعة لمنزل بمنطقة أم الأرانب. فيما لم يصدر عن قوات حفتر تعقيب بهذا الخصوص على الفور. وحسب إحصاء خاص أعدته للاناضول استنادا لمصادر معنية، ونشرته في 21 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، قتلت قوات حفتر، أكثر من 200 مدني، وأصابت مئات آخرين، منذ بدء هجومها على طرابلس، في 4 أبريل/نيسان 2019، سواء في عمليات قصف جوي وصاروخي عشوائي، أو عبر تصفيات مباشرة واختطافات على الهوية. ومن أبرز الجرائم بحق المدنيين التي ارتكبتها قوات حفتر -حسب الاحصاء ذاته- مقتل 10 مدنيين وإصابة 35 آخرين، معظمهم عمال أجانب، في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، جراء في قصف لطيران مسير استهدف مصنع بسكويت جنوب شرقي طرابلس. كما قُتل أكثر من 40 وأصيب نحو 60، في 4 أغسطس/آب، في قصف جوي شنه طيران حفتر على حي سكني في مدينة "مرزق" أقصى الجنوب الليبي. وسقط نحو 60 قتيلا و77 جريحا، في 3 يوليو/تموز، في قصف جوي لحفتر استهدفت مركزا لإيواء المهاجرين غير النظاميين بتاجوراء الضاحية الشرقية لطرابلس. وسبق أن ندد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بهجمات حفتر ضد المدنيين خلال هجومه على طرابلس، وطالب بإرسال بعثة تقصي حقائق دولية لتوثيق تلك "الانتهاكات الجسيمة". واتهم المجلس، في بيان أصدره في أكتوبر/تشرين الأول، قوات حفتر بأنها "لا تعير اهتماما يذكر بما يصدر عن البعثة الأممية بليبيا أو المجتمع الدولي من إدانات". وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، هجوما متعثرا للسيطرة على العاصمة طرابلس؛ ما أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :