حول الاستمرار في علاقات غير منتجة هناك شكوى شائعة بكون التنفيذيين مجبرين على التعامل مع الأشخاص السلبيين. وشرح البعض كم هو مرهق أن تلعب هذا الدور حيث يأتي الجميع إليك ليرمي مشكلاته أمامك. لاحظ آخرون أنهم كانوا مفرطين في الحساسية تجاه بعض الأشخاص الذين يعرفون كيفية الضغط عليهم ويصعب تفاديهم، مثل المدير وأفراد العائلة. أدت هذه الملاحظة إلى إدراك البعض أنهم ظلوا فترة طويلة في علاقة غير سعيدة. وعلى الرغم من استنزافها لهم إلا أنهم لا يعلمون بالضرورة كيفية الخروج منها. كما أن العادات الغذائية السيئة بالنظر للضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها، يجد عديد من التنفيذيين أنفسهم مع عادات أكل سيئة. حيث يتناولون كثيرا من الوجبات السريعة أو يأكلون بشكل مفرط. كان عدد قليل يعاني مشكلات تتعلق بزيادة الوزن. أخبرني البعض أنهم يعالجون أنفسهم بأنفسهم "من ضمنها تناول الأدوية والمهدئات" للتخلص من الألم العاطفي. بحسب عديد من المديرين التنفيذيين جعلتهم أعباء العمل وجداول السفر المزدحمة فريسة "للإصابة بالمرض". تماما مثل الأرنب الأبيض في قصة أليس في بلاد العجائب، شعروا دائما بالاستياء، كما لو أن الوقت ينفد. بصراحة، أقر عدد من المديرين التنفيذيين أن عديدا من الأنشطة التي تستنزف الطاقة، كانت لتجنب مشكلات أكبر في حياتهم. وفضلوا اللجوء إلى "الدفاع الهوسي"، وهو نمط سلوكي يحاول من خلاله الأشخاص إلهاء أنفسهم بعديد من الأنشطة أو ادعاء عكس ما يفكرون أو يشعرون به. يقول البعض إنهم يميلون إلى إخفاء الأمور غير المحببة داخل صناديق في عقولهم. بالطبع تظهر تلك الأمور فيما بعد بطرق أبشع وأكثر استنزافا للطاقة في أوقات غير متوقعة. إن الالتزام بتصحيح الخلل يجعلك بعيدا عن استنزاف طاقتك، فإن جميع الأنشطة والمواقف المذكورة تستهلك أياما وساعات ودقائق، بالإمكان تكريسها لتعزيز تلك الأنشطة. كيف يبدو "مقياس الطاقة" لديك؟ هل تتأثر بعض المواضيع المطروحة أعلاه؟ إذا كان الأمر كذلك، فماذا تفعل حيال ذلك؟ بإمكانك إعادة هيكلة حياتك للتركيز على الأنشطة التي من شأنها رفع مستوى طاقتك، مثل: المشي في الهواء الطلق، الرياضة، قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة والأنشطة الإبداعية. بحسب التنفيذيين، يوجد أمر آخر تم تجاهله وهو القراءة. من المؤسف ذلك كون القراءة تحث على التعاطف وتأتي بعديد من الفوائد النفسية والعصبية الأخرى. كتب أرسطو عن السعادة، وهي مفهوم يعزى إلى خير الإنسان ويصف الحياة التي تهدف إلى زيادة الشعور بالسعادة من خلال الفضيلة. يمكن تحقيق حياة ذات معنى من خلال الانخراط مع الآخرين سواء كانوا أصدقاء أو أفرادا من العائلة أو آخرين، في أنشطة مفيدة للطرفين. حدد الفيلسوف اليوناني لاحقا الاختلافات بين الشعور بالطمأنينة، والسعادة، وهو السعي إلى تحقيق رفاهية الذات عبر الملذات التي يوفرها الغذاء وكذلك العلاقات والتفاعلات الاجتماعية. ويرى أن جميعها أمر ضروري لعيش حياة سعيدة ومرضية. إذا كنت تتهرب من الشعور بالرفاهية والسعادة، فتذكر أنك يجب أن تضع قناع الأكسجين أولا قبل مساعدة الآخرين، تماما كما كنت ستفعل على متن الطائرة في حالة الطوارئ. يجب علينا أن نعتني بأنفسنا قبل أن نعتني بالآخرين كي نحافظ على طاقتنا. الاستشهاد أو التحلي بالشجاعة دائما ليسا الحل. لن تنقص من ذاتك إذا ما كنت غير كامل أو طلبت المساعدة. أن تكون منفتحا حيال عدم شعورك بالسعادة كما فعل ديريك هو الخطوة الأولى نحو تجديد طاقتك.
مشاركة :