سيتوقف ثلث محطات الطاقة الموجودة في المملكة المتحدة عن العمل على مدى السنوات العشر المقبلة، ويعتقد سام ليدلو؛ الرئيس التنفيذي لشركة سنتريكا، المورد الرئيس للطاقة المنزلية في المملكة المتحدة، أن البديل عن هذه المحطات القديمة سيشكل مشكلة كبيرة بالنسبة للحكومة. ويتوقع ليدلو أن يكون هنالك اعتماد متزايد على الغاز، فضلا عن الطاقة المتجددة والنووية ذات التكلفة المرتفعة، لكنها ستسهم في تحقيق الأهداف المتعلقة بالكربون. يقول ليدلو: "نحن بحاجة إلى مزيج، نريد مزيدا من الرياح، ونريد الغاز كبديل احتياطي للرياح؛ لأن الرياح تأتي على فترات متقطعة. وعلاوة على ذلك، فإننا نحتاج إلى طاقة نووية جديدة، كحد أدنى، لتحل محل المحطات القديمة التي تتوقف عن العمل". يوافق أليستير بيوكانان؛ الرئيس التنفيذي لهيئة أوفجيم لتنظيم قطاع الطاقة، على أن البيئة الاستثمارية لشركات الطاقة في المملكة المتحدة عسيرة، ما يضر بأمن الطاقة. وأضاف "إن الشركات لا تزال تعمل في بيئة سوق رأس المال المحدود جدا، مع مرافق رئيسة بميزانيات عسيرة. لذلك، فإننا ننظر إلى سوق تمويلية صعبة، وتحديات تقنية كبيرة، ومسائل تخطيطية مهمة في جميع أرجاء أوروبا، وقد أدى هذا إلى تأخير جميع مشاريع الرياح والماء والأمواج، ربما إلى حد كبير جدا. هل يمكن لحزمة تطوير سوق الكهرباء الحكومية أن تعمل بما يكفي لضمان التدفق الحر للاستثمار في هذه الصناعة، بحيث يكون لدى بريطانيا كفايتها من الطاقة، وتحقيق الأهداف المتعلقة بالحد من انبعاث الكربون خلال السنوات العشر المقبلة؟" يقول بيوكانان إن ثمة حاجة ملحة لضمان أن يكون تحديد تكلفة عديد من الصكوك المالية المستخدمة في تداول عقود الطاقة على المدى الطويل، واضحا وشفافا بما يكفي لتشجيع الاستثمار. وقال: "في سوق الجملة، الذي تعمل حكومة المملكة المتحدة على تغييرها، أنت بحاجة إلى تحديد السعر، لتكون قادرا على إبرام عقد ثنائي، ولا يمكن لك أن تحصل على سعر إلا إذا كانت السوق نشطة، وقد أخبرنا الحكومة بأنه لا توجد سوق نشطة الآن". يقر بيوكانان بأن الحكومة تتحرك بسرعة لإعداد إطار استثماري فعال، لكن هناك حاجة إلى إنجاز كثير من أجل التعامل مع سوق الطاقة المتغيرة بسرعة كبيرة، قائلا: "كانوا يتوقعون ظهور الطاقة النووية إلى حيز الوجود بحلول 2017، ولكنها لم تظهر، وكانوا يتوقعون الفحم النظيف، ويتوقعون الرياح، لكن لا شيء مما توقعوه قبل بضع سنوات سيتحقق. التركيز الآن منصب على الغاز، وما يحاولون فعله الآن هو تشجيع الاعتماد على الغاز من خلال رصيد القدرة، أو الإعانات، لكنهم، من جهة، يقولون إننا سنمتلكها، ومن جهة أخرى، يقولون إننا لن نثير الأمر حاليا". التأخير، وفقا لأوفجيم، سيؤدي إلى تأجيل طرح الأسعار وعرقلة برنامج الطاقة. وقال: "نحن نقول للحكومة إذا كنتم تريدون أن تسلكوا طريق رصيد القدرة من أجل الغاز، فعليكم الاستمرار. أعتقد أن حكومة المملكة المتحدة قريبة جدا من تحقيق إنجاز رائع، أما إذا ــ مع الأسف ــ أساءت فهم بعض التفاصيل، فإنها لن تشهد وصول تلك الاستثمارات الحيوية في مجال الطاقة، التي تقدر بـ110 مليارات جنيه استرليني في السنوات الثماني المقبلة". يعتقد بيوكانان أن أحد أكبر المخاطر التي تهدد أمن الطاقة في المملكة المتحدة هو أنه إذا لم تتمكن الطاقة النظيفة من استقطاب استثمارات كافية، فإن تلك الأجزاء الحيوية من مزيج الطاقة المستقبلي، الذي من شأنه أن يبقي مصابيح الإنارة مضيئة في المملكة المتحدة، لن تصل إلى المستوى المطلوب. مضيفا: "بصراحة، مقارنة بما كنا عليه قبل سنتين، فأنا متفائل للغاية. ما يثير قلقي هو أن أصبح متشائما للغاية، وبسرعة كبيرة، إذا كانت بعض القرارات خاطئة". ووفقا لسام ليدلو، فإن أمن الطاقة مسألة ساخنة في العالم، مع أن الدول تتعامل معها بأشكال مختلفة، اعتمادا على ما إذا كانت هذه الدول دولا موردة أو مستوردة. يقول: "لقد كانت قضية مهمة بالنسبة للولايات المتحدة، لكن مجيء الإمدادات المنزلية من الغاز الصخري جعلها أقل أهمية، أما في المملكة المتحدة، فإن أمن الطاقة سيكون مسألة ذات أهمية متزايدة، حيث إن إنتاج الغاز آخذ في الانخفاض بسرعة هائلة".author: مايكل ليبريتشImage:
مشاركة :