الإمارات وأميركا.. شراكة استراتيجية شاملة

  • 12/2/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عقب قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، كانت الولايات المتحدة الأميركية من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة، والثالثة في العالم التي تقيم علاقات دبلوماسية رسمية معها. وفي 20 مارس 1972، قدم المبعوث الأميركي فوق العادة وليام ستولتسفوس الابن أوراق اعتماده للدولة. وفي يونيو 1974 افتتحت الولايات المتحدة سفارتها في أبوظبي، وقدم السفير مايكل إدموند ستيرنر أوراق اعتماده سفيراً لها. ومع افتتاح السفارة الأميركية في أبوظبي، تسارعت وتيرة العلاقات، وارتبط البلدان بعلاقات شراكة قوية شملت مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وفي السياق، أكد السفير رخا أحمد حسن، خبير العلاقات الدولية المصري، أهمية العلاقات بين الإمارات وأميركا، ووصفها بالاستراتيجية الشاملة، وأنها تطورت بشكل ملحوظ جداً في العقدين الماضيين. وأوضح لـ«الاتحاد»، أن هناك تنسيقاً مستمراً وتشاوراً بين الإدارة الأميركية والقيادة الإماراتية حول مختلف القضايا سواء فيما يتعلق بأمن واستقرار الخليج أو بالأحداث والقضايا الإقليمية والدولية. وقال إن الولايات المتحدة تنظر إلى الإمارات، باعتبارها نموذج التنمية الأمثل في الشرق الأوسط، وفي أكثر من مناسبة خرجت تصريحات من الجانب الأميركي تُقدر وتُشيد بالتجربة الإماراتية التي وظفت مواردها وثرواتها في تحقيق تنمية شاملة وقفزة حضارية غير مسبوقة. وفي مايو 2017، وخلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الولايات المتحدة، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، أن الرئيس دونالد ترامب يعتبر الاجتماع مع الشيخ محمد بن زايد فرصة لتعزيز التعاون مع شريك أساسي في الشرق الأوسط. وأشار رخا إلى أن العلاقات بين الإمارات وأميركا تقوم على أسس وقواعد المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ويحرص البلدان على تعزيزها هذه الروابط، وبصفة عامة هناك توافق كبير بين البلدين، ويعملان معاً على حماية الأمن الإقليمي، ومواجهة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط والعالم. وبدوره أوضح السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لـ«الاتحاد»، أن التعاون والتنسيق بين الإمارات وأميركا في تزايد مستمر في مختلف المجالات، وقد ظهر بقوة خلال عضوية الإمارات في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وقد تبنت الدولتان مواقف متشابهة ضد التطرف والإرهاب. وفي 2014، شاركت الإمارات بفاعلية في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب من خلال عضويتها في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وكذلك مشاركتها في قمة مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة لبحث مسألة المقاتلين الإرهابيين الأجانب في صفوف المنظمات الإرهابية. بالإضافة إلى المشاركة في الاجتماع الإقليمي في جدة الذي خرج برؤية موحدة لمحاربة الإرهاب عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وفكرياً، وأيضا المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق الذي عقد في باريس. وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن التعاون الإماراتي الأميركي على المستوى الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي متقدم للغاية، موضحاً أن الشراكة مع الإمارات تكتسي أهمية كبيرة فيما يتعلق يالسياسة الأميركية الخاصة بقضايا المنطقة العربية، والدور الذي تلعبه أبوظبي في إرساء الأمن والاستقرار مقدر لدى الإدارات الأميركية المتعاقبة. أما الدكتورة هدى راغب عوض، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة، فأكدت أن العلاقات الإماراتية الأميركية متنوعة وشاملة، ولا تقتصر على الجوانب الاقتصادية والعسكرية فحسب، موضحة أن إدارة ترامب تسعى إلى إقامة علاقات شراكة شاملة مع الإمارات في مختلف المجالات. وتعاونت الإمارات مع الولايات المتحدة في مجال الطاقة النووية السلمية، حيث وقع البلدان في أبريل 2008 اتفاقية للتعاون في مجال الطاقة النووية للأغراض المدنية والسلمية. ويهدف التعاون إلى تطوير طاقة نووية مدنية سلمية في الإمارات، ويوفر الإطار القانوني المطلوب للتداول التجاري في مواد الطاقة النووية السلمية بين البلدين، ويتيح الفرصة أمام الشركات الأميركية للمشاركة الفاعلة في البرنامج. وفي مارس 2015، اتفقت الإمارات وأميركا على زيادة حجم التعاون في المجال الفضائي وفي مجال الأمن الوطني، وأكد بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية وقتها، جيف راتكي، أن مجالات التعاون بين البلدين تتضمن سياسة الفضاء والتطورات التنظيمية والأمن الفضائي والتعاون في علوم الفضاء ومتابعة الطقس، واستخدام التطبيقات المعتمدة على الأقمار الاصطناعية. وأشارت الدكتورة هدى إلى قوة العلاقات الاقتصادية التي تجمع الإمارات وأميركا، حيث تعد أبوظبي ثاني أهم شريك تجاري للولايات المتحدة في المنطقة العربية، موضحة أن حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين البلدين في تنامٍ مستمر في ظل وجود البيئة الاستثمارية الجاذبة التي توفرها الإمارات. وقالت إن الإمارات تتميز بخصائص ومقومات اقتصادية واستثمارية هائلة، أبرزها البنية التحتية المتطورة التي تشمل طرقاً ومطارات وموانئ على أحدث مستوى، فضلاً عن تيسير إجراءات الاستثمار، وكل هذه الأمور تدفع المستثمرين إلى الإمارات، فضلاً عن ثقة الجانب الأميركي في الإمارات. وفي أبريل 2015، وخلال زيارته للولايات المتحدة، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تولي أهمية كبيرة لتعزيز علاقات التعاون المشترك مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، وتعزيزها بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين الصديقين وشعبيهما وفق أسس راسخة من الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة.

مشاركة :