رفقاً بالمرأة.. رفقاً بالرجل

  • 5/18/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

توقفت عند حوار منشور قبل يومين مع الكاتبة القصصية الأردنية جواهر رفايعة التي تعترف انها زجّت بنفسها في حرب من غير هوادة، على حدّ تعبيرها، مشيرةً بذلك إلى حماستها المبكرة لما اسمته قضية المرأة حين كانت تقسم العالم إلى رجل وامرأة. وتقول في الحوار .. كانت كتاباتي بحكم العمر المبكر والتجربة القصيرة، تأخذ منحى الحدية في النظر إلى المرأة وقضاياها... ظهرت جواهر رفايعة كاتبة قصة في الساحة الثقافية الأردنية، في منتصف ثمانينات القرن الماضي، وهي أقرب، مع مجموعة من زميلات لها يكتبن القصة، إلى أوائل التسعينات. ومايهمّني هنا هو تلك الفترة التي كانت فيها جواهر وغيرها من الكاتبات يطرحن خطاباً قصصياً يحمل قضية ساخنة، وهي باختصار ان الرجل طاغية والمرأة ضحية، وباختصار وفي هذا الحوار تراجع جواهر رفايعة رأيها الحادّ المبكّر، وهي الآن ليست مقاتلة في حرب بلا هوادة، وهذا في حدّ ذاته تفكير موضوعي ورؤية ثقافية هادئة. اصبحت هادئة بحكم الزمن وبحكم النظر الهادئ أيضاً إلى مايُسمّى قضية المرأة، ولا أدري إن كانت هناك قضية للمرأة، وقضية للرجل؟ أليس من الأفضل دمج القضيتين معاً في قضية واحدة هي قضية الإنسان؟ تثير اعجابك كاتبة عربية مّا، كانت حادّة في مرحلة مّا من عمرها، ثم أخذت تنظر إلى الأمور من زاوية عقلانية. ولكن مارأيك بمئات الكاتبات العربيات اللواتي إلى الآن وإلى الغد، يعلّقن المشانق، ويحضّرن غرف الموت لهذا الكائن الإنساني الذي اسمه: الرجل. مسكين هذا.. هو الآخر له قضية، وهو إذا كان طاغية أحياناً، فهو طاغية صغير. منذ ثمانينات القرن الماضي ظهرت كتابات نسائية - مع تحفظي على هذا التوصيف - لا همّ لها غير صناعة السياط والكرابيج لجلد الرجل وتقليم أظفاره وتعليمه الأدب الأنثوي، وضربه على يديه بمسطرة ليست انثوية. ماذا فعل هذا الرجل الهشّ العظام؟ لا شيء؛ لأن جنسه ذكر فقط، ولأن حظه البيولوجي توجّه به إلى تكوين غير متناسق بعض الشيء، ولأنه كذلك يفترض أن يحمل عصا وإن لم يحملها على الاطلاق. رفقاً بالمرأة عبارة يقابلها أيضاً رفقاً بالرجل في زمن قضية أكبر، لعلّها قضية صنّاع غرف الموت.

مشاركة :