«نون النسوة» فنون تغني الروح والفكر

  • 5/18/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يدرك الزائر، خلال جولته في المعرض التشكيلي السنوي نون النسوة، المقام بغاليري مرسم مطر في شارع الضيافة بدبي، المستوى النوعي المتقدم لتجارب العديد من الفنانات المشاركات، اللواتي استوقفت لوحاتهن الزوار، إما لقوة تأثيرها في النفس أو للإعجاب بتكامل جماليات الأعمال، ولينتقلوا مع أعمال كل فنانة من حالة إلى أخرى، بين البهجة والفرح أو حالة التأمل العميق وغيرها من الحالات التي تغني إنسانية الزائر وروحه وفكره. وتعكس الدورة الرابعة من معرض نون النسوة الذي يستمر حتى 21 مايو الجاري، بمشاركة 21 فنانة محلية ومقيمة وخليجية، تطور التجربة الإبداعية للعديد من الفنانات اللواتي سبق وشاركن في الدورات السابقة، سواء على صعيد اكتساب المزيد من المهارات فيما يخص حرفية الرسم ومعالجة الألوان، أو على صعيد نضج رؤيتهن الفنية وقدرتهن على ترجمة الفكرة والمشاعر إلى عمل فني فيه الكثير من النضج في التعبير الفني. تجاوز الواقع يتجلى هذا التطور على مستوى امتلاك مهارات الرسم الواقعي، في لوحتيّ الفنانة الإماراتية راوية المالك التي رسمت التمر الهلالي والخضيري، بأسلوب يتجاوز بجمالياته الصورة الفوتوغرافية. وهناك لوحتا الفنانة عشتار الشيباني بتدرجات شفافية الحبر الأسود، اللتان تتركان في الزائر أثراً عميقاً، لجمعهما بين قوة التعبير الإنساني ومهارة الرسم وديناميكية الحركة واختزال العديد من التفاصيل في هيجان اللون بتكوين تتكامل فيه العناصر في مساحة هادئة من البياض المدروس. تراث درامي على صعيد الإبداع في رؤية الفن المعاصر للتراث، تتجلى لوحتان للفنانة المصرية المقيمة د. هدى غريب، التي تميزت بجمالية وخصوصية رؤيتها للتراث المحلي لتشكل إضافة في القيمة الفنية مستخدمة قلم الحبر فقط، لتشكل من النقاط وتقاطع الخطوط والتعرجات خامات تحاكي بإحساسها الواقع. ومضات إبداعية أما فيما يخص اللوحات المرسومة بالألوان الزيتية، فتستوقف الزائر تجربة الفنانة المحلية فرح اليوسف التي تتجلى خصوصية لوحاتها، في مهارتها بمعالجة الألوان لتشكل بأسلوب الفن التجريدي لمساحات لونية محدودة، مشهداً بديعاً من الطبيعة، كذلك الأمر بالنسبة للوحة طيور الفلامنكو التي تتنقل حيوية وبهجة ألوانها إلى المشاهد بتلقائية. كما تستوقف الزائر لوحة (المرأة البدينة) للفنانة وفاء يحيى التي تحمل الكثير من الطرافة في موضوعها وجمالية في الأسلوب والرسم المرتكز على تناغم الألوان مع طرافة الحالة. وتنقل لوحة الفنانة السورية ميرفت أحمد الزائر إلى حالة من الرومانسية أمام لوحتها التي جمعت فيها، بين الرسم الواقعي لبورتريه فتاة حالمة بالأكريليك وبين أجواء بيئة بدوية، استعانت بالكولاج لتعزيز خاماتها مما أضاف نكهة مختلفة للوحة. وفي الإطار نفسه، تبرز لوحات الفنانة السعودية نور هشام السيف، بغرابة أسلوبها وألوانها في التعبير عن مشاعر المرأة الداخلية، ما يعكس جرأتها في علاقتها مع اللوحة والتكوين والألوان غير المألوفة للمتلقي . كما تعكس لوحتا الفنانة المصرية سمر حسين قدرات فنية تحمل الكثير من الوعود تتجلى في تجسيد إيقاع حركة ملامح شخوص في علاقة هندسية لألوان صريحة متداخلة بتشكيلات جديدة. تميز ودوافع تحكي القيّمة على المعرض شريهان صبرة عن دوافع تميزه قائلة تحقق كل دورة من المعرض نجاحاً وتميزاً يفوق الدورات السابقة، والدليل على ذلك تلقينا لأكثر من 100 طلب مشاركة من الفنانات في الأيام الأولى من فتح باب التسجيل. أما دوافع التميز فتجمع بين التشدد والمهنية في انتقاء الأعمال المشاركة وأسلوب عرضها وفق المعايير العالمية وبين استقطاب جمهور كبير، إلى جانب عرض اللوحات المشاركة على موقع الغاليري الإلكتروني بهدف المزيد من الترويج لها.

مشاركة :