في ليلة باردة كنا جلوس في حضرة الأستاذ الدكتور محسن آل حسان وكيل وزارة الإعلام السابق، وكانت السماء تمطر بغزارة، والسيل يجرف كل ما حوله، وكنا وقتها نرتشف القهوة، ونصب الشاي لكي ندفئ أجسادنا التي ترتجف من البرد، وكنت أتابع الدكتور محسن وهو يحكي لنا عن تجربته الإعلامية، وما أكتسبه من خبرة في هذا المجال من خلال انفتاحه على الآخر، وحرصه على اكتساب المعارف وتطوير مهاراته، وهو ينظر إلى السيول وهي تنساب بسرعة وبصورة سريعة فانتقل فجأة إلى الحديث عن الوطن الإنجازات التي تحققت في عهد ولاة أمرنا حفظهم الله، فسمعته وهو يقول أن وطننا بخير طالما أن ولاة أمرنا يُسخّرون إمكانيات البلد في نهضتها وتطويرها فلقد رأينا أقطارًا كثيرة ولها إمكانيات كبيرة تصيبها السيول فتعيش في الوحل والغرق ولكن أنظروا إلى بلادنا الحبيبة فالأمطار تسقط والسيول تجرف كل شيء ولكنها تنساب في مجراها من غير أن تتسبب في أضرار. ثم أخذ يتحدث عن الأمن الذي يعيشه الوطن والرفاهية التي يتمتع بها الشعب السعودي فالأموال تجد طريقها إلى التنمية والنهضة وأردف حديثة قائلاً إن الأرض التي تعطينا من خيراتها بعد توفيق الله ثم جدية ولاة أمرنا في جعل المملكة في مصاف الدول الغنية حتى أنها أصبحت من الدول التي لها قبول إقليمي وعالمي لما تتمتع به من توازن وحيادية في التعاطي السياسي، واتباعها لسياسة عدم التدخل في سياسة الدول الأخرى فوطن هذا عطاؤه لا ينبغي أن نتوانى في الحفاظ على مكتسباته، ومحاولات البعض تشويه صورته لتحقيق مكاسب ومصالح ضيقة أو التحريش به من أجل تحقق أجندة خارجية يجب التصدي له والعمل على كشف خيانتهم وتوعية المواطنين بمخاطرهم “فوطن لاندافع عنه لا نستحق حمل هويته”. ولقد أعجبتني هذه العبارة، وحدثني نفسي أن أكتب مقالًا عن ذلك في ظل الهجوم الذي تتعرض لها السعودية من قبل أعدائها وبخاصة إيران التي تعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، من خلال تحريضها للحوثيين الذين استولوا على مقاليد السلطة في اليمن، ومحاولاتهم اليائسة إلى تحويل المنطقة ضمن المثلث الشيعي الذي تسعى إيران إلى تكوينه لتقويض المنطقة وإحداث زلزال فيها بحيث تكون في حالة حروب لتعطيل مشاريع التنمية التي تنتظم دول الخليج وفي تصوري يجب التصدي للمخططات الإجرامية التي تحاول إيران إلى إحداثها في المنطقة ومتابعة مناصريها الذين يروجون إلى أن إيران دولة إسلامية يجب ألا نعاديها وما علموا أنها دولة إيدلوجية تريد الهيمنة على المنطقة، وكما قال سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد ونائب رئيس الوزراء حينما اعترض على الاتفاقية النووية التي وقعتها الدول الست وانسحبت منها الولايات المتحدة مؤخرًا أن العالم لا يريد أن يعيش الأخطار الأمنية بسبب الإيدلوجية الإيرانية التي تريد تصدير ثورتها منذ عهد الخميني وإلى عهد الملالي اليوم، ولهذا نحن نقف مع ولاة أمرنا في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، والوقوف بقوة مع قواتنا المسلحة التي تدافع عن حدنا الجنوبي والتصدي للمخططات الإيرانية الهادفة إلى تخريب المنطقة وإحداث بلبلة فيه “فوطن لاندافع عنه لا نستحق حمل هويته”.
مشاركة :