الأحياء الشعبية و«الاندماج الاجتماعي»(2) | عبدالله علي الخطيب

  • 5/18/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المتتبع لخطاب سياساتنا المحلية يلاحظ أن هناك غياباً لافتاً لملف «الاندماج الاجتماعي» الذي من المفترض أن يشكل أحد أهم الملفات التي يتعاطى معها المسئولون ويولونها أهمية قصوى نظراً للجوانب الانسانية، والاجتماعية، والاقتصادية، التي يحاول أن يعالجها ويناقشها هذا الملف. «الاندماج الاجتماعي» وفقا للتعريفات الصادرة عن المنظمات العالمية المهتمة في هذا الشأن يهدف الى ترسيخ فكرة «مجتمع للجميع» يتيح لأفراده مشاركة حيوية تؤدي الى إدماج الجميع اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً مع الأخذ بعين الاعتبار الاعلاء من قيم التنوع والتعددية. (إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة). ويفرق المتخصصون، بشكل عام، بين عمليتي «الإدماج الاجتماعي» و»الاندماج الاجتماعي». فالإدماج يتكفل بإنجازه المؤسسات الرسمية ولا تترك غالباً الخيار فيه للفئات المستهدفة، بينما عملية الاندماج تقوم بها أيضاً المؤسسات ولكنها تترك مجالا أكبر للقبول والرفض من لدن هذه الفئات. وفي نهاية المطاف تكمن الغاية من العمليتين في الوصول الى مجتمع «للجميع». وللأحياء الشعبية علاقة مباشرة بسياسات الاندماج اذ تعتبر هذه الأحياء أحد أهم الاهداف الرئيسة لهذه السياسات نظراً لوجود معاناة أكبر في هذه الاحياء على مستوى البطالة والتهميش والإخفاق الدراسي ونقص الإمكانات بشكل عام. وتتركز عموماً أهداف سياسات الإدماج أو الاندماج على مستويين رئيسين : •اقتصادي ويهدف، باختصار شديد، إلى مساندة سكان هذه الأحياء بكل الطرق والاستراتيجيات الممكنة للوقوف معهم لإيجاد فرص عمل وفقاً لإمكاناتهم وطبيعة قدراتهم. •وثقافي ويهدف، باختصار أيضاً، الى دمج جميع شرائح هذه الاحياء وخصوصاً فئة الشباب في الأنشطة الثقافية بجميع ألوانها وأنواعها.. وهنا يؤكد المتخصصون في هذه الدراسات أن انخراط الشباب، بشكل عام، وبخاصة الشباب الذين ينتمون الى الأحياء الصعبة، يشكل أحد أهم العوامل لتعزيز الانتماء الوطني، والتماسك الاجتماعي، ويولّد الاحساس لدى الشباب باهتمام المؤسسات بهم وأنهم ليسوا ضحايا للإقصاء والتهميش. وأختم هنا في فكرة (إنسانية رائعة) متداولة في أمريكا وفرنسا وهي «بطاقة المدينة» التي يتم توزيعها، بطريقة ممنهجة، على شباب الأحياء الشعبية وتتيح لهم الحصول على الامتيازات في المرافق العامة، والخدمات، وأماكن الترفيه . ولمَ لا نبدأ في (بطاقة شباب منطقة مكة) على سبيل المثال ليصبح متاحاً لأطفال الأحياء الشعبية استخدام ما هو متاح من وسائل الترفيه في جميع الأماكن في المنطقة وبامتيازات وتكلفة أقل من الآخرين. وكذلك الحال بالنسبة للشباب ودخولهم الملاعب والمرافق العامة وجميع تلك التي تتطلب التكلفة المالية. عندي حلم أن نسمع على لسان مسئولينا مشاريعهم وخططهم وسياساتهم لتحقيق «الاندماج الاجتماعي» في مجتمعنا، وأظن (ان ما فيها شيء) لو اطلعنا على التجارب العالمية في هذا المجال واين وصلوا سواء على مستوى الأفكار أو التطبيق. A1250@hotmail.com

مشاركة :