هل هناك مشروع إعلامي وطني سعودي يهدف إلى تعزيز «التماسك الاجتماعي»؟ هل خطابنا الإعلامي الراهن قادر على أن يوجه المجتمع نحو استشعار أهمية «التماسك الاجتماعي» في مثل هذه الظروف؟ وهل يحتوي مضمون خطابنا الإعلامي بما فيه الكفاية على الرسائل والمضامين التي تعزز «التماسك الاجتماعي»؟ وحدها الدراسات واستطلاعات الرأي الدقيقة هي التي قد تجيب على هذه التساؤلات ولكن هذا لا يمنع أبدًا الواحد منا من أن يلاحظ أنه بالرغم من الجهود المبذولة في جميع وسائل الإعلام لتعزيز الترابط والتماسك الاجتماعي وبالرغم من الرغبة الصادقة لبعض وسائل الإعلام للسير في هذا الاتجاه إلا أن الملاحظ هو غياب المشروع على المستوى الوطني؛ والقصد من المشروع الوطني هو أن يكون لدينا مشروع واضح المعالم والرؤية وعابر لجميع وسائل الإعلام، على الأقل الرسمية منها، بحيث يشكل هاجسًا إعلاميًا يشتغل عليه ويتبناه الجميع. أصبح من الملح جدًا أن تتجه ممارساتنا الإعلامية إلى تبني مشروعات واضحة ومحددة تساير تحديات المرحلة وفي الوقت نفسه تشكل هذه الممارسات الإعلامية جسرًا بين القادة السياسيين وبين أفراد المجتمع وأن تلعب وسائل الإعلام دورًا أساسيًا في نقل وجهة نظر متخذي القرار حول الدوافع والأسباب التي جعلتهم يتخذون بعض القرارات المصيرية والأسباب التي جعلتهم يتخذون هذا القرار دون غيره.. مشروع «دور الخطاب الإعلامي في التماسك الاجتماعي» يقتضي أن تتم بلورته بطريقة صحيحة وممنهجة يشارك في إعداده مسؤولو الإعلام والأكاديميون والمثقفون، بالإضافة إلى بعض الشخصيات السياسية التي لها علاقة مباشرة بصناعة القرار والتي من دون وجودها ستكون الرؤية لإنجاز هذا المشروع منقوصة ومحدودة التأثير. ولكي يكون هذا المشروع مؤثرًا لا بد أن تكون مرتكزاته واضحة وجريئة تهدف إلى جذب جميع الأطراف في المجتمع قادة ومواطنين إلى التكاتف نحو العمل على كل ما من شأنه تعزيز الروابط الاجتماعية والوطنية بين جميع شرائح المجتمع مثل ترسيخ مفهوم تكافؤ الفرص، وتحرير وتقويم دور الأسرة في المجتمع، ونبذ العنف والطائفية والاقصاء والتعصب وأحادية الرأي على جميع المستويات. وفي كل الأحوال تفرض علينا ظروف المرحلة الراهنة أن يكون إعلامنا مؤثرًا وقادرًا على أن يعي ما يريد من جميع أطراف المجتمع يمارس مهمته الأساسية في خدمة مصالح المجتمع، وفي الوقت نفسه يشكل خط دفاع أولي أمام جميع المحاولات للنيل من وحدة وتماسك المجتمع. A1250@hotmail.com
مشاركة :