«التحـرّش الجنسي» الملـف المسكوت عنه

  • 12/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نفتـح في حلقة اليوم، قضية جريئة وعلى غاية من الأهمية في الرياضة عموماً وتتعلق بـ«التحرش الجنسي»، الظاهرة المسكوت عنها والتي لها تأثير سلبي على رياضة المرأة في العالم. فعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن هذه الظاهرة محدودة جداً في عالمنا العربي، إلا أن الأرقام والإحصائيات المتاحة حول التحرش الجنسي الذي تتعرض له الرياضيات حول العالم، تؤكد مدى تفشي هذه الظاهرة في مختلف أنحاء المعمورة، وبالتأكيد بأن عالمنا العربي ليس بمنأى عنها، حيث سجلت حالات تحرش جنسي بالرياضيات في بعض الدول العربية، الأمر الذي يشير إلى أن الظاهرة موجودة في منطقتنا وإن كانت بمعدلات أقل من تلك السائدة في مناطق أخرى من العالم. ويشير بعض المراقبين إلى أن عوامل تتعلق بالثقافة والخوف من نظرة المجتمع في المنطقة العربية حدت من اعتماد نهج يتسم بالشفافية فيما يتعلق بعدد الحالات المعلنة للتحرش الجنسي بالرياضيات، الأمر الذي يشير إلى أن انتشار الظاهرة، وخاصة في الدول التي يوجد بها مشاركات نشطة للمرأة في الألعاب الرياضية، قد يكون أعلى بشكل ملحوظ مما توحى به الأرقام المعلنة. عالميا، وصلت ظاهرة التحرش الجنسي الذي تتعرض له الرياضيات إلى مستويات مقلقة، حيث أثبتت دراسة فرنسية أجريت على 117 لاعبة أن 8% منهن تعرضوا للتحرّش من طرف مسؤولين أو من زملاء لهن، وأكدت دراسة كندية شملت 226 رياضياً ورياضية أن 20% عانوا من هذه الظاهرة، وأشارت الدراسة نفسها إلى أن جدار الصمت بدأ ينكسر شيئاً فشيئاً وأن عدد الشكاوى في تزايد، وفي دراسة نرويجية أخرى شملت 572 رياضية من لاعبات النخبة، أكدت 33% منهن تعرضهن للتحرش الجنسي من زملاء لهن ومسؤولين إداريين أو فنيين، وكشفت دراسة دنماركية أن 13,5% من مجموع 253 لاعبة وطالبة في الرياضة أكدن وقوع حاثة تحرش ضدهنّ، فيما أكدت 1,9 % من مجموع 210 لاعبة أمريكية أنهن تعرضن للتحرش من قبل مدربيهنّ. وبالطبع لم ينس العالم فضيحة طبيب منتخب الجمباز الأمريكي، لاري نصار، الذي اعتدى على ما لا يقل عن 265 شابة خلال 20 عاماً تحت غطاء علاجات طبية، والعديد من حالات الاعتداء والتحرش الجنسي التي ارتكبها مدربون ومسؤولون، منهم مدرب في كرة القدم بجامعة بنسلفانيا الحكومية كان يستغل الأطفال جنسياً لفترة طويلة وهي القضية التي عرفت بفضيحة «جيري سانداسكي» التي تم الكشف عنها في عام 2012، إضافة إلى فضيحة التحرش بلاعبات المنتخب الأفغاني لكرة القدم في 2014. قضية وفيما يتعلق بالمنطقة العربية، فمن الملاحظ أن قضية التحرش الجنسي غير مطروحة، وتعد من المواضيع التي من النادر التطرق إليها من جانب في وسائل الإعلام، إلا في حالات نادرة جداً ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تحويلها إلى قضايا رأي عام. ويقول مسؤولون ولاعبات أن الاعتراف بوجود حالات التحرش الجنسي، يمثل الخطوة الأولى الأكثر فعالية لمكافحتها والحيلولة دون انتشارها في منطقتنا العربية، وأن السكوت عنهايساهم بشكل مباشر في تفشيها، لتقترب من المستويات الكارثية الموجودة في مجتمعات أخرى. نظرة المجتمع خوف المرأة من نظرة المجتمع يجعلها تتكتم على الاعتداء، وغالباً ما تدفع من تتجرأ على فضح الاعتداءات في حقها ثمناً باهظاً وتتحول من ضحية إلى مذنبة، وهي حالات شاهدناها كثيراً خلال بحثنا عن شهادات ضمن هذا التحقيق، في ظل غياب قانون رياضي رادع، حيث تحول أغلب القضايا إلى المحاكم المدنية للنظر فيها باعتبارها جريمة. مكافحة التحرش الجنسي يحتاج إلى الاعتراف بكونها ظاهرة منتشرة في الوسط الرياضي ويتوجب التحلي بالجرأة في طرحها ومناقشتها، وإلى تعاون كبير بين الأسرة والمدرسة والأندية والاتحادات والهياكل الرياضية وإلى قوانين تحمي الضحايا وتضمن حقوقهم. العديد من الضحايا اللاتي يتعرضن للتحرش الجنسي يلتزمن الصمت لأسباب عديدة منها عدم تقبل مجتمعنا العربي لهذه الظاهرة بل يميل لإدانتها والتماس الأعذار للمعتدي، وقد تتحول الضحية إلى مذنبة في عيون البعض، خصوصاً أن أغلب الأندية أو الاتحادات تتكتم على هذه التجاوزات غير الأخلاقية التي تحدث داخلها وتلتزم الصمت بدل اتخاذ إجراءات رادعة ضد المتعدين. اعتراف وقد اعترفت اللجنة الأولمبية الدولية بانتشار هذه الظاهرة في الوسط الرياضي، وقامت بتخصيص لجنة لمساعدة ضحايا التحرش الجنسي خلال الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت العام الماضي في كوريا الجنوبيـة، إضافة إلى البرنامج الذي اعتمدته في السابق حول «مكافحة التحرش الجنسي وإساءة استخدام الرياضة»، ودعت الأندية والاتحادات إلى أن تمارس دورها في تعزيز مفهوم «الرياضة النظيفة» لخلق البيئة الملائمة رياضياً وأخلاقياً، وقامت العديد من الأندية الأوروبية بتعليق عبارات إرشادية في أروقتها تحذر اللاعبين الصغار من التحرش الجنسي. من جهتها اتخذت العديد من الدول العربية إجراءات وقوانين صارمة حول العنف ضد المرأة ومكافحة التحرش الجنسي في الرياضة، كما أن هناك محاولات من الجمعيات للتصدي لها وأطلقت الجمعية المصرية للاجتماع الرياضي مبادرة «مكافحة التحرش الجنسي للأطفال بالرياضة»، وطالب رئيسها الدكتور عصام الهلالي بضرورة الاعتراف بأن «التحرش الجنسي» منتشر في الأندية ويجب الوقاية بتحصين الأطفال وتوعيتهم لمعالجة هذه القضية التي تهدد مستقبل رياضتنا. وقالت إحدى ضحايا التحرش إن الرياضة قطاع يهيمن عليه الرجال، ويتعين على النساء كسر الحواجز الاجتماعية والعائلية والعادات والتقاليد من أجل لعب الرياضات القتالية أو كرة القدم مثلاً، وعندما تتعرض إحداهنّ للتحرش الجنسي أو ما شابه ذلك من أنواع الاستغلال، لا يمكنها ببساطة الذهاب لعائلتها وإخبارهم بما تعرضت له. 20 توصيـة توصّل «البيان الرياضي» من خلال الحلقات الثـلاث إلى 20 توصية، بإمكانها أن ترسـم خريطة الارتقاء برياضة المرأة العربية، وجاءت هذه التوصيات على لسان أول 3 وزيرات رياضة عرب، هن المغربية نوال المتوكل البطلة الأولمبية ووزيرة الشباب والرياضة في المغرب سابقاً، وماجدولين الشارني وزيرة الشباب والرياضة في تونس سابقاً وثاني امرأة تتولى هذه المهمة عربياً ومواطنتها سنية بن الشيخ الوزيرة الحالية للشباب والرياضة، إضافة إلى أبرز القيادات الرياضية النسائية في الوطن العربي وبطلات أولمبيات، وجاءت التوصيات على النحو التالي: 01 تعزيز المساواة بين الجنسين ومكافحة كافة أشكال التمييز بين المرأة والرجل 02 توفير البنية التحتية الملائمة لممارسة المرأة للرياضة 03 زيادة الدعم الحكومي لرياضة المرأة في الدول العربية 04 وضع استراتيجيات وبرامج عمل واضحة ومتابعة إنجازها 05 إقرار التشريعات والقوانين الرياضية المساعدة على تطوير رياضة المرأة 06 تشديد الرقابة على الاتحادات لصرف الميزانيّـة للأهداف المخصصة لها 07 تأسيس هيكل رياضي يشرف على رياضة المرأة في الدول العربية 08 تعزيز التعاون المشترك بين الدول العربية للارتقاء بالرياضة النسائية 09 تفعيل دور مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب واتحاد اللجان الأولمبية العربية 10 تعزيز وجود المرأة العربية في المنظمات والاتحادات الدولية 11 الاهتمام بالرياضة المدرسية لاكتشاف المواهـب في سنوات مبكرة 12 نشر الثقافـة الرياضية في المجتمع والتشجيع الفتاة على ممارسة الرياضة 13 تمكين المرأة من المناصب القيادية في وزارات الرياضة والمؤسسات الرياضية 14 تكثيف الدورات الرياضية ومسابقات المراحل السنية في الدوريات العربية 15 استثمار قصص نجاح البطلات لصناعة القدوة وإلهام الأجيال 16 زيادة عدد الأندية المتخصصة والاهتمام بالفرق النسائية 17 مكافحة ظاهرة التحرش الجنسي وضمان ممارسة الرياضة في بيئة سليمة 18 تنظيم الندوات حول رياضة المرأة للخروج بأفضل الحلول للتطوير 19 توجيه القطاع الخاص لتبني البطلة الرياضية، ورعايتها ودعمها 20 دعم المشاركة في البطولات والدورات الدولية لكسب الخبرة والاحتكاك اقرأ أيضاً: لمشاهدة الملف ...PDF اضغط هناطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :