تراثيات.. التوحيدي يوضح عواقب العقل والهوى

  • 12/8/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

روى أبو حيان التوحيدي -الفيلسوف والأديب- في كتابه "البصائر والذخائر" عن بعض الحكماء قائلا: إذا غلب الهوى العقل صرف محاسن خصاله إلى المساؤى، فجعل الحلم حقدًا، والعلم رياء، والعقل مكرًا، والأدب فخرًا، والبيان هذرًا، والجود سرفًا، والقصد بخلا، والعفو جبنًا.وأضاف "التوحيدي" أنه إذا بلغ الهوى من صاحبه هذا المبلغ تركه لا يرى الصحة إلا صحة جسده، ولا العلم إلا ما استطال به، ولا الغنى إلا في كسب المال، ولا الذخر إلا في اتخاذ الكنوز، ولا الأمن إلا في قهر الناس، وكل ذلك مخلف في الظن، مباعد من البغية، مقرب من الهلكة. وتابع، وإذا غلب العقل الهوى صرف المساوىء إلى المحاسن، فجعل البلادة حلمًا، والحدة ذكاء، والمكر عقلا، والهذر بلاغة، والعي صمتًا، والعقوق أدبًا، والجرأة عزمًا، والجبن حذرًا، والإسراف جودًا.ويُعد كتاب "البصائر والذخائر" لأبي حيان التوحيدي جهد إطلاع دؤوب وقراءة مستمرة لمصادر رئيسية في باب الأدب والنوادر والتاريخ، أشار إليها "التوحيدي" في مقدمة كتابه، حيث شملت القائمة مؤلفات عثمان بن أبي بحر الجاحظ، و"النوادر" لأبي عبدالله محمد بن زياد الأعرابي و"الكامل" لأبي العباس محمد بن يزيد الثمالي المعروف بالمبرد، و"عيون الأخبار" لابن قتيبة الدينوري، و"مجالس ثعلب" و"المنظوم والمنثور" لابن أبي طاهر و"الأوراق" للصولي و"الوزراء" لابن عبدوس و"الحيوانات" لقدامة، إلى جانب القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

مشاركة :