إنسانية ابن سعيد - فهد الدوس

  • 10/25/2013
  • 00:00
  • 47
  • 0
  • 0
news-picture

تلقيت هذا الاسبوع اهداء من الاستاذة فهدة بنت عبدالرحمن بن سعيد ابنة رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى ومؤسس الشباب والهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله.. كتاب تاريخي تضمن رصدا شاملا عن كل ما تناوله الاعلاميون والرياضيون عن حياة الرمز الراحل بعد وفاته قبل عامين وقد كشفت بعض المقالات التي تم رصدها في (قالوا عنك) جانبا من اهتماماته في المجالات الخيرية والانسانية وربما اجدها فرصة لأسلط الضوء على هذا الجانب الفطري الذي جبل عليه رمزنا الراحل وشكلت ابرز ملامح شخصيته المحبوبة وتفاعله النبيل مع كل ما يخص عشقه الكبير نادي الهلال ومن هذه المواقف ما رواه لي لاعب واداري الفريق الهلالي في عصره الذهبي الاستاذ محمد النقير عن موقف يكشف البعد الانساني في شخصية (أبو مساعد) وتروى قصته لأول مرة.. يقول النقير: " تعاقد الهلال في صيف 1982 مع المدرب الاسباني الراحل كوبالا وأسكنه بفندق قصر الرياض في المربع وذات يوم وانا اتهيأ لمغادرة النادي في وقت متأخر من الليل اذا باتصال يأتيني من الفندق يشعرني ان السيد كوبالا انتهت مدته ولم تدفع مصاريف الاقامة لعدة أيام وهو ما اضطر الفندق لإخراجه مع حقائبه وامام هذه المفاجأة اسرعت في الاتصال بالشيخ عبدالرحمن بن سعيد ولم يكن حينها رئيسا للنادي فأيقظته من نومه واخبرته بما حدث فطلب مني انتظاره في مقر النادي وحضر على وجه السرعة من منزله بعليشة في سيارته البيوك واخذني معه وحين وصلنا الفندق لمحت كوبالا جالساً واضعا يده على خده في قاعة الاستقبال ولم يكن حينها يجيد الانجليزية اذ كان يتحدث الاسبانية والمجرية لغته الام وبادر ابن سعيد في تسديد كل مصاريف الغرفة واعطى الفندق ارقام هواتفه خشية تكرار ما حدث مستقبلا. وحين ركبنا السيارة التفت نحوي محذراً وقال: " اياي واياك يطلع كلام حول هذا الموضوع ...انتبه لا احد يدري بما حدث لكوبالا ..ارجوك ". بعدها حرص ابن سعيد على نقل مقر اقامة كوبالا الى مجمع شقق حديثة في حي المربع تكفل بايجارها من حسابه الشخصي. هذا الموقف الشهم لأبي مساعد لا اخفيك انه ظل سراً واكشفه لأول مرة لك (انتهى كلام النقير). ويبقى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رمزاً اصيلا في قيمه الاخلاقية وحسه الانساني وتفاعله النبيل مع هموم رياضيين في الوقت الذي كنا نتمنى لو كان هناك تكريم له في حياته من المؤسسة الرياضية بما يتناسب مع حجم اسهاماته التاريخية وبصماته الخالدة وتضحياته الكبيرة ودعمه السخي للحركة الرياضية قبل ما ينيف عن ستة عقود ساهم في نهوض هذه الحركة على اكتافه وحبات العرق كانت تنسكب من على جبينه الواحدة تلو الاخرى حتى اقام مشروعه التاريخي لبناء رياضة الوسطى ولو كان الشيخ ابن سعيد غربياً لربما تسابقت الجامعات العريقة في منحه شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرا لإسهاماته الوطنية التي تجاوزت خطوطها بناء الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى خلال 60 عاماً واجه فيها الرمز الراحل مضايقات اجتماعية وحواجز فكرية اضافة الى معوقات العادات والتقاليد النجدية التي كانت تنبذ الممارسة الرياضية في تلك الحقبة وتصدى لها القيادي العملاق عبدالرحمن بن سعيد وحيدا بكل حنكة وذكاء وفكر ووعي وكياسة رحمه الله.

مشاركة :