أحمد المشهراوي (القدس) اختار نادي الشجاعية الذي فقد جزءاً كبيراً من مبانيه وملعبه التدريبي الصيف الماضي، ما تبقى من ركام ناديه، ومنازل لاعبيه، ليتوج بلقب الدوري الفلسطيني، لتكون نقطة انطلاق لمواصلة المنافسة في بقية الألقاب، أبرزها كأس الاتحاد، والمشاركة الآسيوية. وكانت آلة التدمير الإسرائيلية طالت مقر النادي، ومنازل أكثر من 17 لاعباً والجهازين الفني والإداري، وهو ما دفع مجلس الإدارة لاختيار الأنقاض لتكون دافعاً لخوض بطولة «التحدي». وتجمعت الجماهير أمس الأول فوق ركام النادي برفقة كتيبة الفوز، والمدرب نعيم السويركي، ومجلس الإدارة برئاسة الحاج صلاح حرز الله الذي قدم كل الدعم المادي والمعنوي لخوض معركة الصمود، خاصة أن القصف دفن أسفله كل أدوات اللعبة، لكن طائر «الفينيق» نهض من بين الركام، في سهرة احتفالية أنستهم لحظات المعاناة. واحتفلت الجماهير بالتتويج، بينهم لاعبون أفقدهم العدوان أجزاء من أجسادهم، من دون أن تمس إرادتهم، أو يفقدوا حناجرهم.. وأضاءوا بمصابيحهم المكان في تحدٍ آخر لانقطاع الكهرباء، والاحتفال بأول ألقاب الدوري التاريخية منذ إنشائه قبل 36 عاماً. وقد شارك أهالي الحي البالغ تعدادهم 120 ألف نسمة بشيبه وشبابه ونسائه بالتتويج واعتبروه فرحة ستنسيهم ما عانوه طوال 51 يوماً من الخوف والتشريد، خاصة أن الفريق حقق رقماً قياسياً بالفوز بإحرازه 51 نقطة من 16 فوزا و3 تعادلات، وهو ما لم يحققه أي بطل سابق. واستقبلت الجماهير، الكتيبة الخضراء بكل حفاوة، ملوحين بشارات النصر والأعلام، وذلك مع وصول حافلة اللاعبين إلى مدخل حي الشجاعية، حيث ألقوا عليهم ورود النصر، ووزعوا الحلوى في الشوارع، تعلوهم البسمة من ثغر لم توقفه ضربات المحتل وآلاف أطنان الرصاص، وهتفوا عالياً لنجوم الفريق، يتقدمهم يسار الصباحين «صاحب الثلاثية في شباك الشاطئ».
مشاركة :