اتقوا الله يا شركة المياه ! | نبيلة حسني محجوب

  • 5/20/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

مياه آسنة، تتدفق في شوارعنا، ونسأل من المسؤول؟ فتحات صرف صحي بدون أغطية تبتلع فلذات أكبادنا في لحظات خاطفة أمام أعيننا ونسأل من المسؤول؟ خزانات شفط تسير في شوارعنا برعونة، وأحياناً تسكب ما تحمله في شوارع خلفية وتتسبب في كوارث بيئية ونسأل من المسؤول؟ وندخل في متاهة « دوها يادوها « والبحث عن مفتاح المخزن الذي لا يزال عند النجار، لأن النجار يبغى الفلوس والقصة طويلة ومعروفة حتى نصل الى صاحب الملكوت والقدرة ومن بيده انزال المطر لينبت الحشيش فوق الجبل وتأكل البقرة لتعطي التاجر الحليب كي يتكرم ويتفضل ويعطي النجار الفلوس، ويأخذ الولد المسكين الكعكة اللي جابها الجد من مكة. متاهة، عشناها عقوداً في جدة، ونحن نبحث عن المسؤول عن شبكة الصرف الصحي، لكن لأننا لا نقرأ جيداً ولا نتابع الأخبار استقر في وعينا أن المفتاح عند النجار، ولم نكتشف أن التاجر أخذ المفتاح، وأن الحكاية تغيرت وتبدلت تفاصيلها، أو لأن التاجر أخذ المفتاح ووضعه في جيبه وصمت، طالما أننا نعتقد أن المفتاح عند النجار، فالتاجر هو « غريمنا الجديد» لكنه مستتر خلف النجار ، لذلك نوجه أصابع الاتهام الى أمانة مدينة جدة، دون أن نعي أو ندرك أن أصابعنا تتجه وجهة خاطئة وأن الفاعل أو المتسبب مستتر، والظاهر للعيان هو الذي يتلقى الحجارة بصدر عارٍ أحيانا ويواجه سهام النقد بالصمت كثيراً. شركة الكهرباء والماء ممثلة في مديريات المياه وشركة المياه الوطنية ياسادة، هي المسؤول الأول والأخير عن تصريف مياه الصرف الصحى ومعالجتها، هذا يعني أنها مسؤولة عن فتحات البيارات التي تبتلع الأطفال، ومسؤولة عن طفح المجاري في الشوارع والحوارى. نشرت جريدة المدينة، الأحد 30 / 11/ 2013م خبراً أوضحت فيه توزيع مسؤوليات مياه السيول والأمطار، والصرف الصحي بين وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة المياه والكهرباء، حيث تتولى الأولى مهمة أمطار السيول وتتولى الثانية، كل ما يخص الصرف الصحي من تصريف ومعالجة. مياه الصرف الصحي تتدفق من البيارات - أكرمكم الله - وتتجول في الأزقة والحواري والشوارع تنشر الأذى ولا تجد من يرف له جفن أو يوخزه ضمير من مراقبي ومفتشي شركة المياه الوطنية، بينما لا تعرف من أين يخرجون ليحرروا مخالفة تسريب مياه الشرب، إن تسربت مياه من المنزل بأي شكل كان. لماذا لا يكتشفون تسربات مياه الصرف الصحي وطفح المجاري اليومي طالما أنهم بذلك النشاط وبتلك الهمة، لتحرير المخالفات على تسربات المياه مهما كانت بسيطة وغير مقصودة؟ إذا كان الحرص على حفظ المياه لأنها عصب الحياة، فإن الحرص على حماية هذه الحياة من أذى الصرف الصحي وحماية البيئة مهم أيضاً، ويستدعي الاهتمام واتخاذ الاجراءات اللازمة بدلاً من تحميل المواطن أخطاء المسؤولين عن التباطؤ في تمديد شبكة الصرف الصحي وحماية المواطن من خطر البيارات المكشوفة وتسرب المجاري الى الشوارع وأمام المنازل والمحلات التجارية. أعتقد أن شركة المياه الوطنية مشغولة بالخطط الاستراتيجية وصرف المليارات على مشاريع وهمية. التقنية الحديثة مهمة لكنها ليست بديلاً عن العمل المخلص الجاد ، الموقع الإلكتروني الذي تصرف عليه الوزارات والإدارت الحكومية مبالغ طائلة لن يوقف تسرب المجاري ولن ينجز شبكة الصرف الصحي ولن يعيد طفلاً ابتلعته فتحة مجاري وسط الشارع ، فاتقوا الله ياشركة المياه! nabilamahjoob@yahoo.com nabilamahjoob@yahoo.com

مشاركة :