يخوض كل من ليفربول المتصدر وليستر سيتي مطارده المباشر اختبارين سهلين في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الإنكليزي لكرة القدم عندما يستضيفان واتفورد الأخير ونوريتش سيتي قبل الأخير على التوالي، فيما يصطدم مانشستر سيتي الثالث وحامل اللقب في العامين الأخيرين بمضيفه أرسنال في قمة نارية. ويبدو ليفربول مرشحا فوق العادة لتعميق جراح واتفورد الذي خسر في آخر ثلاث زيارات له لملعب أنفيلد رود 1-6 و0-5 و0-5، وتعزيز سجله القياسي والحفاظ على مشواره دون خسارة وعلى الأقل على فارق النقاط الثماني التي تفصله عن ليستر سيتي مضيفه في المرحلة التاسعة عشرة. على المسار الصحيح يواصل ليفربول سيره بخطى ثابتة نحو لقبه الأول منذ 30 عاما بتحقيقه الفوز الـ15 هذا الموسم والـ24 في آخر 25 مباراة (تعادل واحد) في الدوري، كما أنه لم يخسر في 33 مباراة متتالية في البريمير ليغ منذ سقوطه أمام مانشستر سيتي في يناير الماضي (28 فوزا و5 تعادلات) وهي الأطول له في دوري النخبة. ويدخل المتصدر المباراة منتشيا بتأهله إلى الدور الثاني لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي يحمل لقبها، وسيحاول استغلال افتتاحه للمرحلة للضغط على ليستر سيتي بتوسيع الفارق بينهما إلى 11 نقطة قبل استضافة الأخير لنوريتش سيتي في وقت لاحق السبت. وأعلن ليفربول، الجمعة، تمديد عقد مدربه الألماني يورغن كلوب ليستمر في منصب المدير الفني للفريق حتى عام 2024. وذكر النادي في بيان له بموقعه على الإنترنت “في عام 2015، استخدمنا تعبير ‘الملاءمة المثالية’ عندما قمنا بتعيين كلوب. وهذا لا يزال ساريا.. نحن نعتبره الأفضل للمنصب. يورغن أوفى بوعده للنادي والنادي أوفى بوعده ليورغن”. ورحب كلوب (52 عاما) بالقرار على الموقع الرسمي لفريق “الحمر” بالقول “بالنسبة إلي شخصيا هو بيان نوايا، وهو مبني على معرفتي بما حققناه كشراكة حتى الآن، ولا يزال يتعين علينا تحقيقه”. وتابع “عندما أرى تطور النادي والعمل التعاوني المستمر، أشعر أنه لا يمكن لمساهمتي إلا أن تنمو”. ويأتي تمديد العقد الحالي لكلوب عقب النتائج الرائعة التي يحققها المدرب الألماني منذ قدومه إلى ملعب “أنفيلد” عام 2015، حيث نجح في قيادة ليفربول إلى قمة أوروبا بفوزه بمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، إلى تصدره للدوري المحلي هذا الموسم برصيد 46 نقطة من 15 فوزا وتعادل بعد مرور 16 مرحلة، متقدما بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه ليستر سيتي، في سعيه للفوز باللقب المحلي للمرة الأولى منذ 30 عاما، وتحديدا منذ عام 1990. ويعول ليستر كثيرا على تألق مهاجمه المخضرم جيمي فاردي (33 عاما) صاحب 16 هدفا في 16 مباراة حتى الآن والتي ساهم بها مع خط هجومه في تحقيق السلسلة القياسية للنادي في عدد الانتصارات المتتالية. وسجل فريق “الثعالب” 25 هدفا في مبارياته الثماني الأخيرة التي شهدت أيضا تألق خط دفاعه الذي استقبلت شباكه ثلاثة أهداف فقط. وفي حال نجح فاردي في هز الشباك في المباراتين المقبلتين (ضد نوريتش وسيتي) سيمنح نفسه فرصة معادلة رقمه القياسي في التسجيل في 11 مباراة على التوالي. وأكد فاردي أنه مهتم أكثر بالنتائج التي يحققها الفريق أكثر من هز الشباك والركض وراء الأرقام الفردية، وقال “من الواضح أنني فوق القمر”، في إشارة إلى سجله القياسي في هز الشباك هذا الموسم، مضيفا “لكن أولا وقبل كل شيء، النقاط هي الأهم بالنسبة لليستر”. لقاء لتضميد الجراح تتجه الأنظار، الأحد، إلى ملعب “الإمارات” في العاصمة لندن حيث تقام قمة المرحلة بين أرسنال التاسع وضيفه مانشستر سيتي الثالث والمبتعد بفارق 14 نقطة عن ليفربول المتصدر. ويطمح رجال المدرب الإسباني بيب غوارديولا إلى تضميد الجراح والانطلاق مجددا في تحقيق الانتصارات سعيا إلى إنعاش الآمال الضئيلة في الدفاع عن اللقب خصوصا بعد إهدار الفريق ثماني نقاط في مبارياته الخمس الأخيرة التي سقط خلالها مرتين آخرها أمام جاره اللدود وضيفه مانشستر يونايتد 1-2. ويسعى غوارديولا، الذي مني فريقه بأربع هزائم حتى الآن، وهو عدد الهزائم التي مني بها في الموسم الماضي عندما توج باللقب، إلى استغلال المعنويات المهزوزة أيضا لدى أرسنال الذي تراجعت نتائجه محليا قبل أن يتغلب على جاره وست هام يونايتد 3-2 بعد تسع مباريات دون فوز في مختلف المسابقات، لكنه عاد وعانى الخميس لحجز بطاقته إلى الدور الثاني لمسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” بانتزاعه التعادل من مضيفه ستاندارد لييج البلجيكي 2-2 بعدما تخلف بثنائية نظيفة. وسيحاول غوارديولا إيجاد حلول لتنظيم خط دفاعه الذي استقبلت شباكه 19 هدفا حتى الآن، أي أقل بأربعة أهداف فقط من الأهداف التي هزت شباكه في موسم 2018-2019. واعترف غوارديولا بتراجع مستوى فريقه معربا عن أمله في أن يكون تعلم من الانتكاسات. وقال المدرب الإسباني “هذا هو المستوى الذي نواجهه ضد فرق مثل ليفربول، يونايتد، برشلونة، ريال مدريد، يوفنتوس. نحن مضطرون إلى مواجهة هذه الفرق، والواقع هو أننا غير قادرين على المنافسة ضدها”. وشدد “علينا أن نتحسن وأن نقبل واقع الأمور والسير قدما. ربما علينا أن نعيش هذا الأمر كناد من أجل التحسن. أن نقبل الواقع الحالي والتطور”. لكن غوارديولا ليس مستعدا للاستسلام في المعركة على لقب الدوري، لاسيما أن الموسم لا يزال في بداياته، وقال “في واقع الأمر نحن متخلفون بفارق 14 نقطة بسبب الأخطاء التي ارتكبناها، بسبب نوعية الفرق المنافسة وبشكل خاص بسبب الأمور التي لا يمكننا التحكم بها”، موضحا “هذا هو الواقع، لكن يجب أن نواصل”. ويواجه مانشستر سيتي ضغطا كبيرا من تشيلسي الرابع بفارق ثلاث نقاط والذي يملك فرصة اللحاق بسيتي، السبت، عندما يستضيف بورنموث الخامس عشر في مباراة يدخلها رجال المدرب فرانك لامبارد بمعنويات عالية عقب حجز بطاقة التأهل إلى ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.
مشاركة :