لم يتمالك نفسه من الفرحة وبدت مظاهر السعادة على وجه نائب رئيس «اتحاد السباحة للجنة البارالمبية» عبدالله الزبدة، وهو يراقب مشاركة أحد الشباب من فئة متلازمة داون عمر عبدالواحد أثناء أدائه لعمله في قسم المبيعات بأحد المطاعم، فقام بنشر تغريدة على تويتر أحدثت تفاعلًا كبيرًا على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، منذُ اليوم الأول و بلغ عدد المشاهدات أكثر من 700 ألف مشاهدة. «سيدتي» قابلت صاحب التغريدة الشهيرة عبدالله الزبدة وسألته عن التغريدة والسبب في رواجها فأجاب: «سبب انتشار هذه التغريدة يرجع إلى حب المجتمع لهذه الفئة، ودعمهم في جميع المجالات لدمجهم اجتماعيًّا مع أقرانهم، كعناصر فعالة في المجتمع وأحد مكوناته»، وأضاف: «عندما ذهبت إلى المطعم لم أكن أعلم بوجود عمر، وحين شاهدته بين العاملين مرتدياً ملابس العمل غمرتني سعادة لا توصف وهممت لتصويره وهو يقدم لي الطلب، وكعادة عمر دائماً مبتسماً يجذب أي شخص يشاهده أو يتعامل معه، وهي إحدى صفات متلازمة داون أنهم دائماً مبتسمون ويحلو للبعض تسميتهم بالأطفال السعداء». وأوضح الزبدة قائلا: «عمر وزملائه من متلازمة داون يلتحقون في التعليم بالبرنامج التربوي التأهيلي للمرحلة ما بعد المتوسطة، ويتعلمون بعض المهارات الأساسية ليكونوا مؤهلين لسوق العمل، ولكن فرصتهم في التوظيف قليله، لأن قضية الإعاقة قضية مجتمعية، وعلى المجتمع أن يتحمل مسؤولياته تجاههم وأن يتقبلهم كما هم، وأمثال عمر كثيرون فإذا أتتهم الفرصة للعمل وهيئت لهم بيئة العمل فهم يبدعون كغيرهم، مع الأخذ بالاعتبار إجراء بعض التعديلات في ساعات وأن يلقى الدعم والتشجيع من زملائه في العمل وأن تكون الطريقة في التواصل اللغوي المستخدمة سهلة وبسيطة للفهم، وإذا أردت توصيل معلومة ممكن الاستعانة بأحد الزملاء للقيام بالمهمة كنموذج وبعدها يقوم هو بها واجعله يشاهد مرة أخرى إذا دعت الضرورة، وكما إن القابلية للتعلم قد يعتريها التردد أو التقلب من يوم لآخر، في حين أن المهمة قد ينجح في تعلمها، إلا أن الاحتفاظ بها يستدعي إعادتها فترة من الوقت من أجل التأكد من إتقانها». وأضاف الزبدة: إن«بعضهم يتميز بطريقة خاصة أثناء القيام بالمهمة فيمنح فرصة لتطوير إبداعاته، ونتمنى أن نرى هذه الفئة في كل مكان فيه فرصة وظيفية ليكونوا عناصر فعالة وطاقة يستفيد منها الوطن». وقابلت «سيدتي» عبدالعزيز عبد الواحد، والد الشاب عمر من فئة متلازمة داون 16 عام وسألته عن عمله فقال: «عمر من مرضى متلازمة داون، إلا أن هذا المرض لتأثيره درجات وعمر تميز أنه في الدرجة المتوسطة من المرض». وأضاف: «عمر وأصحابه الأربعة يعملون في مطاعم قريبة من منازلهم، وعمر يعمل من الساعة الرابعة وحتى الساعة العاشرة منذ ستة أشهر من تاريخ مباشرته للعمل، وهو سعيد بالعمل ووجد تفاعل من المجتمع، كما أن عمر يخدم نفسه بنفسه، ويستطيع أن يقوم بمهام كثيرة، منها مساعدة أهل المنزل». ومن جانب آخر أشار الوالد أنه سعيد بعمل ابنه، وأنه اطمأن عليه وعلى مستقبله، مبينًا أن الشركة قامت بالاتصال وطلب توظيف عمر ثم تم التدريب ومتابعة وضعه وتحديد مقر العمل، بحيث يتم بسهولة إيصاله للعمل. واختتم حديثه معبرًا عن سروره بعمل ابنه، وأنه منتظم في عمله، ويجد تفاعلًا كبيرًا ومساندة وتشجيع من أبناء المجتمع ، وهذا ما يؤكد على تلاحم المجتمع السعودي ووحده كلمته ورعايته لأبنائه.