أدرك العرب العلم وعملوا به قبل الغرب واكتشفوا المنازل الثمانية والعشرين قبل الإسلام وعلم الفضاء والفلك والأنواء والتجارة والسياسة وبرع فيها العرب وبلغوا مبلغاً كبيرا ما حفز ابن الرشيق إلى القول "إن العرب أعلم الناس بمنازل القمر والنجوم" وأضيف عليها التجارة والاستثمار. فمن المتوقع أن تشهد زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر صدى واسعا في العالم لعظم الدولتين كونهما تمثلان استقرار الأمة العربية وركيزتي هذه الأمة، ووصول خادم الحرمين الشريفين الى مصر يعتبر اول زيارة رسمية للمليك المفدى وفي انتظار قمة مرتقبة يعقبها توقيع اتفاقيات مهمة. ثم تأتي الزيارة في خضم الالتزام بقضايا العصر ووعي المسؤولية إزاء الآخرين وجمع كلمة العرب والمسلمين ضد المنظمات والدول التي ترغب في إحداث فرقة وبلبلة بين الأشقاء وتبعات خطرة تفرض الحذر من التحدي الإيراني وسيطرته على أربع عواصم عربية، وقد صرح العديد من مسؤولي النظام الايراني أن طهران نجحت بتصدير ثورتها الى دول المنطقة ومستمرة بزيادة نفوذها. فالأمة العربية تعاني من تحديات كبيرة منها الإرهاب، وإيران وإسرائيل ضليعتان فيه، لكن التحدي الإيراني بلغ به الأمر أنه أعلن العداء للعرب وتناغمت تصريحات وزير الاستخبارات الايراني السابق حيدر مصلحي مع رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو. وقد نشأ عن هذا العداء إرهاب منظم ضد الدول العربية فالمعرفة بهذا الشأن ليست حديثة عهد وإنما قديمة، والمملكة تعمل على ترجيح الموقف العقلاني، وبجهود موحدة لمحاربة الارهاب تتحالف الأمم وتعمق الترابط الأخوي بين المملكة ومصر ووجود المنزلة العليا من المفاهيم التاريخية في هذه العلاقة منذ عام 1926 إلى يومنا هذا، وبالزيارة الملكية ومواصلة التعاون السياسي والاقتصادي وتوقيع عدد من الاتفاقيات وتأسيس شركات سعودية جديدة في مصر برأسمال أربعة مليارات دولار ستعمل في مشروعات ضمن محور تنمية قناة السويس وأيضا في مجالات الطاقة والاستيراد والتصدير وتأهيل الكوادر الطبية المصرية وفي المجالات الزراعية والحيوانية، والاستثمارات السعودية الجديدة تقدر كثيراً جهود مصر في تحسين البيئة الاستثمارية لجذب مزيد من الاستثمار السعودي كنتيجة فعلية للتعاون بين البلدين. فالشركات الجديدة التي تم تأسيسها برأسمال 36 مليار جنيه مصري (4 مليارات دولار) تم إيداع 10% منها في البنوك المصرية على أن يتم إيداع 25% خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وتأمل مصر في تحويل ضفتي قناة السويس أحد أهم الممرات الملاحية في العالم إلى مركز تجاري وصناعي عالمي أملا في جني مليارات الدولارات ومعالجة أزمة البطالة المتفاقمة. وقد بلغ حجم الصادرات السعودية لمصر العام الماضي 3.4 مليارات دولار فيما بلغ حجم الصادرات المصرية للسعودية في نفس العام 1.7 مليار دولار. وهناك ركن آخر من أركان الزيارة وهو تعزيز الاستقرار في المنطقة العربية والاستقرار في البنية الاجتماعية، فالتاريخ مشترك بين الشعب المصري والسعودي، وله سمة رئيسية في تفسير العلاقات بين الدولتين فالوصف الدقيق للعلاقة، والأبعاد المؤثرة فيها صنعا عملا اجتماعيا سياسيا واقتصاديا عربيا كبيرا لغرض تطوير الحياة ومراحل النمو العربي وأساليب الاستجابة له.
مشاركة :