«قمة إسلامية من دون السعودية ليست قمة» هكذا وصف خبراء سياسيون عرب فشل لقاء كوالالمبور بماليزيا. وأكد الدكتور سعد أبو عامود، أستاذ العلوم السياسية، أن إلغاء لقاء القمة الإسلامية المعتزمة في ماليزيا يعبر عن مدى قوة دول الرباعي العربي «الإمارات، السعودية، مصر، البحرين» لكونهم من الدول المؤسسة لمنظمة التعاون الإسلامي، ومجرد اعتراضهم على الإعلان الماليزي التركي عن عقد هذا اللقاء تسبب في انسحاب حتى حلفاء هذه الدول ومن ضمنها إندونيسيا كأكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، ما يؤكد أهمية الرباعي في المنطقة كقوى إقليمية حاكمة أمام تركيا وماليزيا تحديدًا في ظل رغبتهما في إقامة حلف إسلامي جديد. وأضاف أبو عامود أن اللقاء المزعوم لا يعد سوى لقاء ثنائي بهذه الطريقة، وفشل دول كبرى في المنظمة بهذا الاجتماع يعني فشلها بالكامل في تحقيق إجماع عليها، ما يعطي علامة بأن أي تحالف أو قمة لن تكون من ضمنها دول الرباعي لن تنجح بأي حال من الأحوال في تحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن هذه الدعوة تمثل أكبر فائدة لدول الرباعي وضربة كبرى للدول الداعية إليها تركيا خصوصا. واتفق الدكتور أحمد الركبان المحلل السياسي السعودي حول أن ماليزيا خرجت عن التحالف الإسلامي من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي، ولذلك استاءت السعودية وبعض الدول الإسلامية أن تنظم ماليزيا من خلال الرئيس مهاتير محمد مثل هذه اللقاءات خارج إطار المنظمة. وأشار المحلل السياسي السعودي، إلى أن هناك نوايا مبيتة في مثل هذا اللقاء باعتبار أن إيران وتركيا عنصران أساسيان في هذا المؤتمر، وأن هاتين الدولتين أصبحتا بالنسبة للعالم الإسلامي دولا ترعى الإرهاب وتخاف الأنظمة الإسلامية ولا يمكن الوثوق في عقد اللقاءات معها بهذا الشكل. ولفت الركبان إلى أن المكالمة التي أجراها الملك سلمان مع الرئيس الماليزي أوضح فيها أن العمل خارج هذه المنظمة غير مقبول، مؤكدا أن قادة العالم الإسلامي يدركون ما هي مضامين هذا اللقاء ونوعية المشاركين في هذا المؤتمر وحيثياته، مشددا على ضرورة أن تحافظ الدول الإسلامية على كيانها، خاصة وأنها تعلم نوايا هذه الدول التي قد تكون محرجة لدول الخليج وبعض الدول العربية والإسلامية مؤكدا فشل المؤتمر بلا شك بعد عدم حضور قادة العالم الإسلامي. وشدد المحلل السياسي السعودي على احترام الرياض ماليزيا حكومة وشعبا لكن يجب أن تدار هذه الأمور باتفاق الجميع، وأنه يجب أن يُفكر رئيس ماليزيا مهاتير محمد بأن العقول تُدار باحترافية عالية وأن تُحترم الدول الإسلامية التي تقود العالم في المسائل الاقتصادية والدينية والاجتماعية.
مشاركة :