خبراء سياسيون لـ «الاتحاد»: السعودية تعيد العراق لمحيطه العربي

  • 10/24/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عمار يوسف( الرياض) وصف مراقبون حضور وزير الخارجية الأميركي لتدشين مجلس التنسيق السعودي العراقي بأنه دليل على أهمية الدور الذي تلعبه واشنطن في مكافحة الإرهاب في العراق والمنطقة ودعمها في ذات الوقت لنجاح الرياض في إعادة العراق إلى الحضن العربي مع الحفاظ على وحدته واستقراره والذي قوبل برغبة عراقية في الانفتاح الحي على محيطه العربي، إذ تمثل السعودية بوابة أوسع لتحقيق هذه الرغبة. واعتبر عضو مجلس الشورى السعودي والمفكر السياسي د. محمد آل الزلفة أن عودة العراق إلى حاضنته العربية قد أزعج إيران بلا شك، وأفشل كل مخططاتها للهيمنة على العراق ومقدراته من خلال عزله عن محيطه العربي، لطالما أرادت تمزيق الدول العربية وطمس هويتها، مشيرا إلى أن الرياض وبغداد سيشهدان مرحلة جديدة من العلاقات بعد قطيعة استمرت لأكثر من ربع قرن. وأوضح أن ملف مكافحة الإرهاب كان على قمة الملفات التي ناقشها الجانبان السعودي والعراقي بمشاركة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، مشيرا إلى وجود اتفاق سعودي عراقي أميركي على أن آفة الإرهاب التي تعاني منها المنطقة العربية، سببها التنظيمات التي ترفع شعارات التكفير والكراهية والإيدولوجيات العابرة للحدود. ومن جهته قال الدكتور خالد باطرفي المحلل السياسي والأكاديمي السعودي، على ذلك بقوله إن خروج العراق من معسكر إيران لا شك سيتيح فرصة لإعادة التوازنات في المنطقة؛ لأن العراق دولة عربية أصيلة وكبيرة، كان لها دور محوري على مدار تاريخ الأمة العربية، مضيفاً أن «غياب العراق في الفترة السابقة أخل بالموازين في مرحلة ما يسمى بالربيع العربي». وأضاف أن الرياض وبغداد سيعملان على القضاء على الإرهاب في المنطقة بسبب ما تعرض له كلا البلدين هجمات إرهابية مدمرة خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الحدود بين السعودية والعراق تمتد لمسافة 800 كيلومتر، وهذا يتطلب عملاً أمنياً واستخباراتياً مستمراً بين الطرفين، وهو ما يعمل البلدان على تحقيقه. أما الكاتب والمحلل السياسي عقل العقل فقد أشار إلى أن العلاقات السعودية - العراقية مرت بفترة ليست بالقصيرة من التوترات جراء العبث الإيراني في بعض الدول العربية، والذي كان أساسه تأجيج الطائفية في المنطقة والتي أصبحت إحدى مبررات التطرف والإرهاب التي لا زال يعاني منها الإقليم والمملكة، وهو ما عبر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته أمام مجلس التنسيق السعودي العراقي. ومن جهته أكد الباحث والمفكر السياسي د.حسين بن فهد الأهدل أن الشراكة السعودية العراقية ستكون وفق ما رسم لها فاعلة مؤثرة في المشهدين الإقليمي والدولي سواءً على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو التنموي، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تعيش مرحلة حرجة تتطلب التضامن بمعناه الحقيقي الفاعل من أجل التصدي للمخاطر المحيطة بها وهي ليست بقليلة، فما يحدث في سورية واليمن ودول عربية أخرى يحتاج إلى وقفة صادقة ينتج عنها التخلي عن المصالح الضيقة إلى فضاءات أوسع من التعاون وصولاً إلى التكامل. أما الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد الجمعية فقال إن الخطاب السياسي السعودي تجاه العراق كان واضحاً في الحفاظ على وحدة العراق، واستقلالية قراره، وعروبته المتجذرة في التاريخ، وشريكاً معه في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو قد اصبح اليوم حليفاً اقتصادياً تحت منظومة مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي يعيده إلى الواجهة، والاستقرار، والتنمية. وقال الجميعة : «الملك سلمان بن عبد العزيز يتحرك بإيجابية وسياسة منفتحة مع العراق، ويراهن على وحدته كأساس لتنميته، واستقراره، والعيش المشترك بين مكوناته، وعلاقات الأخوة مع جيرانه، وهي تفاصيل مهمة في بناء الشراكة السعودية العراقية الجديدة في جوانب اقتصادية، وأمنية، وعسكرية، وثقافية أيضاً، وهي محددات ينطلق معها قطار التعاون والمصالح من دون أن يوقفه أحد بما فيها إيران».

مشاركة :