من عجائب الإعلام اليوم أن يفاجئك ببرامج تستضيف شخصيات غريبة الأطوار منحرفة الفكر تبث الكثير من السموم بعد أن تلوثت عقولهم بالغريب من الأقوال، واتخذوا لهم منهجًا مغايرًا لمنهج أهل السنة والجماعة. هؤلاء الشواذ في مجتمعنا؛ لماذا نفرد لهم مساحات في قنواتنا الإعلامية ليدخلوا بيوتنا بدون استئذان؟! تساءلت وتساءل الكثيرون ما الهدف الذي رمى إليه المذيع الإعلامي داود الشريان من استضافة المدعو «خالد المولد» في حوار غريب وموضوعات طرحت قد تسبب لَبْسًا وانحرافًا عند ضعاف النفوس، وقد تثير الكثير من الفتن التي نحن بغنى عنها. موضوع قبر النبي عليه الصلاة والسلام، وصاحبيه في المسجد النبوي أمر فصل فيه علماء الأمة الأجلاء، ولكن الطرح الإعلامي الذي تابعه الملايين كان ضعيفًا، وكان الشريان يرد عليه بطريقة فيها الكثير من السخرية حينًا، وادّعاء الموافقة على الرأي المخالف حينًا آخر، ممّا يجعل صغار السن وضعاف النفوس يصدقون ما تناوله المولد في حديثه. تم تداول ألفاظ غير لائقة، وتكرر لفظ الحشيش، والتعرض للسلوكيات غير الأخلاقية التي كان يمارسها المولد والتعريض بشكل أو آخر بمن ينتهجون مسلك الالتزام، وهذا أمر لا يليق بإعلامي قدير أن ينزلق لهذا المستوى في الحوار. معالجة الفكر المنحرف المتطرف تكون من منابر المتخصصين في لجان علمية بعيدًا عن الهالة الإعلامية وتحقيق سبق صحفي، وكأننا نعمل في صحف صفراء لا يهمّها إلاّ الفرقعة وإثارة الرأي العام. عذرًا داوود الشريان لم تُوفَّق في اختيار الطريقة التي تُخاطب بها مَن انحرف فكره، بل غالبية من تابع الحلقة علّق عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالاستنكار، واستشعروا بأن الغاية والهدف لم تتضح، وما دعاني لكتابة هذه الكلمات خاتمة الحلقة عندما تخاطبه بقولك: سوف أراجع نفسي لعلّي أقتنع بما تقول، راجعوا ما قال وستجدون علامات الاستفهام جليّة واضحة، لنخاطب العقول بما تفقه بعيدًا عن التطرّف الفكري، أو تسليط الأضواء على المغمورين من أبناء مجتمعنا فنجعل منهم نجومًا، وهم قد ضلّوا سواء السبيل. Majdolena90@gmail.com
مشاركة :