فجأة تكتشف أنك سعيد وفرحان، وأن لعقلك عليك حقوقًا، جلست في الطائرة، حيث الرحلة إلى (الدمام) صباحًا، حيث يتنفس البحر بخار الشمس وتمضي الملامح بشوشة في وجه الحياة، كنت هناك في صباح كهذا إذ غادرنا الفندق إلى موقع مركز إثراء الثقافي لحضور مؤتمر الفكر العربي 17. ما بتُّ أعرفه الآن وقد قصرت عنه سابقًا.. أن «إثراء» صرح ثقافي تُديره إحدى بناتنا وهي: فاطمة عبدالله الراشد، مديرة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، افتتح هذا المركز المنير في منتصف عام 2018 ويعمل به 170 موظفًا، بالإضافة إلى فريق من المتطوعين الشباب والشابات، ترتسم على وجوههم الابتسامة، وحول عيونهم نعمة النوم ملء الجفون، تستمع إلى لهجتهم ولغتهم تتفاءل بشباب اليوم، تشعر بالنشاط والحيوية عندما تتحدث إليهم، المركز الثقافي له نكهته الخاصة، ما زال هناك مَن يستأنس بكلامك عن الثقافة، وعن دور المكتبة الثرية وتنوعها. ما أجمل (إثراء) في كل الأوقات، مَن لا يُحب نهاره ويعشق ليله، في طريق العودة إلى المطار، كنت أُمتِّع عيني بذلك المبنى الذي تمنيت له نسخة في كل مدن بلادي، مستغرقة في مسافات الزمن والصمت أمتص الهواء النقي وجمال المنطقة الشرقية، أحيا لحظات الاطمئنان، أمارس الغبطة التي يستشعرها القلب أحيانًا، ثم أتركها تغمرني.. بلا تفكير إلا بجماليات كهذه في بلادي.
مشاركة :