الكاتب والقاص العراقي  كريم صبح   لصحيفة نبض العرب : كل نتاجاتي قريبة مني

  • 12/22/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قلم جميل ممتع من بلاد العراق صاحب مسيرة مميزه حروفه ممتعه عذبه له العديد من القصص والروايات يستمد كتاباته من الواقع ولنتعرف عليه اكثر كان لنا معه هذا الحوار:- _ عرفني عن نفسك؟_ولدت في عام ١٩٦٩ في قرية صغيرة تتبع محافظة كركوك في شمال العراق.. في مراحل عمري المبكرة،  تشاطرني حب التاريخ وحب الأدب.. اخلصت للاثنين.  فقد واصلت دراستي وتخصصت في التاريخ المعاصر وحصلت على شهادة الدكتوراه في التاريخ في عام ٢٠٠٦. حاليا امارس التدريس في كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية- جامعة بغداد. وفي مجال حبي للأدب،  لم انقطع عن قراءة القصص والروايات لكتاب محليين وعرب وأجانب،  بل انخرطت في التعبير عن شغفي بالأدب ، ولا سيما القص،  فنشرت أول قصة مقبولة فنيا في عام ١٩٩٨، جاءت تحت عنوان ” رجال واناث ” ، ثم تطور الأدب إلى اصدار خمس مجاميع قصصية._ماهي المؤتراث والاسرار التي كانت سبب في كتاباتك؟_ليس من مؤثرات أو اسرار يمكن عدها من اسباب ممارسة الكتابة،  لكن يمكن القول إن الأديب المسلح بالموهبة يمكن أن يعزز موهبته بالقراءة المستمرة والاطلاع على تجارب ابداع الإخرين،  سواء من الكتاب العرب أو الاجانب، ثم هناك مسألة الاحساس بالبيئة المحيطة أو المجتمع وطبيعة مشكلاته،  ولا سيما على الصعيد الاجتماعي،  التي تكون معينا لا ينضب يزود الكاتب بالمادة الخام أو الأولية لأفكار قصصه أو رواياته. _ حدثني عن اقرب اصدراتك اليك؟كل نتاجاتي قريبة من نفسي، فهي وليدة تفكير مضن وتقديم فكرة على أخرى،  بما يشبه عملية بناء من الاساس وصولا إلى رؤية بيت متكامل الاركان . مع ذلك، يمكنني القول إن اقربها هي مجموعة ” رأس للإيجار ” ، التي تضمنت اكثر من اربعين قصة قصيرة. _ حدثني عن عناوين نتاجاتك الادبية؟,– هي عنوانات مجاميعي القصصية: ” الغزل ليس حكرا على الرجال ” ، ” بائع الألم ” ، وهما مجموعتان صدرتا عن ” مؤسسة ثائر العصامي للنشر والتوزيع ” في بغداد في عام ٢٠١٧،  ” رأس للإيجار ” ، عنوان المجموعة الثالثة التي صدرت عن ” دار سطور ” في بغداد في عام ٢٠١٨ ،” فياجرا ” ، الصادرة عن دار ” الدار ” في القاهرة في عام ٢٠١٨، ” مالك المقبرة ” ، عنوان مجموعتي الأخيرة الصادرة عن ” دار الفؤاد للنشر والتوزيع ” في القاهرة في عام ٢٠١٨ أيضا،  ناهيك عن مجموعة خواطر شجعني الاصدقاء على جمعها في كتاب،  وقد فعلت،  فصدرت عن دار ” الدار للنشر والتوزيع ” في عام ٢٠١٨. _ ماهي اعمالك المقبلة ؟– عملي المرتقب عبارة عن رواية.  أجلت الأمر طويلا ، لأنني بالفعل اخشى ولوج عالمها المهيب.  مع ذلك،  ركنت إلى نصيحة اصدقاء كثر،  وهي أن استعد لها بالقراءة النوعية الكثيرة لروايات مختلفة،  محلية وعربية ودولية.  وهنا ، اعترف انني أمضيت اكثر من سنتين في قراءة بمواصفات كهذه.. الحصيلة رائعة،  وأستطيع القول إن ابداع الإخرين عبارة عن كنوز مجانية تختصر لنا كثيرا من الوقت والجهد اذا توافر عامل الاخلاص مسبوقا بالموهبة.. في هذا السياق،  أجدني مدينا بفضل النصح المخلص لكل من الأديبين القاص والناقد عبد الكريم حسن مراد والقاص والروائي مهدي علي ازبين،  فلهما مني كل الحب. _ كيف تستطيع القصة ان تمد جسور الصداقة بينك وبين المتلقي؟– المتلقي قد يكون صديقي او ابن محلتي أو ابن بلدي،  أعيش في البيئة التي يعيش وتواجهني الظروف التي تواجهه. وكل افكار قصصي استمدها من الواقع الذي يعرفه المتلقي ويعيشه،  فلا يرى غرابة أو خيالية في الأفكار التي تعرضها نصوصي بل يجدها معبرة عنه أو عن همومه،  وحدث أكثر من مرة أن احدهم اخبرني ان فكرة في مجموعة من مجموعاتي   عبرت عن حاله حرفيا أو عبرت عن هموم انسان يعرفه. هذه الأفكار المستمدة من الواقع هي التي تمد اواصر الصداقة بيني وبين المتلقي.  انها تجعلني صديقه الذي يشاطره همه بل قد يجعله ينظر اليه نظرة جديدة مفعمة بالأمل._ إلي أي حد ينحاز الكاتب للواقع؟– لا اسميه انحيازا،  بل هو إلى المواكبة اقرب.  لكي يبدع الكاتب في نصه،  وجب عليه أن يواكب الواقع بكل تطوراته السريعة وإلا يغدو خياليا يكتب عن مجتمع سعيد تماما لا مشكلة لديه أو مجتمع تعيس لا يملك أي امل بالغد،  ثم ان الكاتب انسان قبل أي شيء آخر ، وهو لن يستطيع التجرد من مشاعره وأحاسيسه عندما يرى منظرا مفرحا أو مشهدا محزنا. وأقرب أداة يعبر بها عما يراه أو يسمعه هو قلمه بطبيعة الحال. _ تتعدد مدارس القصة الحديثة فهل تصنف نفسك ضمن واحد ه من العربية او غربية ؟_ لست معنيا كثيرا بتصنيفات كهذه،  فمادة القص في كل مكان هو الإنسان،  سواء كان يعيش في العراق أو في مصر أو ليبيا أو السويد أو روسيا أو كندا،  لكن اختلاف الظروف في الدول الأجنبية عن تلك التي يواجهها الانسان في دولنا العربية،  تجعل افكار نصوصي اقرب الى واقع المجتمعات العربية التي تعالج القصة الحديثة مشكلاتها،  بحكم تشابه الظروف والمشكلات ذوات الطابع الاجتماعي. _يحدث في قصصكم نزوع الى تضيق وحصر النطاق المكاني وتحليله والاحاطه به فهل يجعلك ذلك أكثر قدرة على صناعة النكهه المكانية ؟ بحكم الشروط الفنية للقصة،  يبدو المكان مقصورا على مساحة محددة تجعل صاحب النص أكثر سيطرة على حركة ابطاله في نطاقه،  والأهم انه يمنحه امكانية اضفاء لمسة من التميز عليه تجعله منفردا عن أماكن أخرى ربما لا يفصلها عنه سوى جدار.. لمسة كهذه يمكن أن تكون ما عبرتم عنه باسم ” نكهة مكانية “، ولكم ان تضعوا في الحسبان أن بعض اماكن قصصي هي فندق،  نادي،  حجرة،  مقبرة،  جمجمة انسان،  قطار،  سيارة..الخ _ لكل كاتب طقوس يمارسها اثناء كتابته فماهي الطقوس التي تمارسها انت؟_ليست كثيرة؛ لكنني أرى فيها عاملا مساعدا مهمة الكتابة.  تبدأ الطقوس تلك بعزلة في حجرة الكتابة،  ابريق من الشاي،  وسجائر تكفي لعدم نهوضي من كرسي الكتابة اكثر من ساعتين ، وموسيقى هادئة إلى أن اشرع بالكتابة.  عندما ابدأ الكتابة افعل ذلك بجو من السكون.  فالصخب في رأسي حينها وحده يكفي._ماالدور الذي يمكن أن يقوم به الكاتب في التعارف ببن الثقافات؟_في جانب كبير منه،  الكاتب هو قارئ نهم،  وتتيح له قراءات كثيرة كهذه الاطلاع على تجارب وشعوب أخرى ربما لم تتسنى له فرصة زيارتها. خزينه من المعلومات المعرفية التي تحصل عليها من قراءة الآداب الاجنبية يعكسه في ابداعه،  فيتيح للمتلقي من خلال نصه معرفة ثقافات أجنبية متعددة،  ثم لا ننسى انه قد يترجم إلى لغته الأم أعمال كتاب بلغة أو اكثر أو يترجم نص عربي إلى لغة اجنبية،  فيكون بذلك قد اسهم بمهمة التعريف بين ثقافتين. _ بصمة اخيرة نضعها في ختام الحوار ؟_ يسرني أن اعترف أن كفة شغفي مالت قبل اكثر من سنتين لصالح الأدب على حساب التاريخ،  ولست نادما على ذلك ابدا.  اعلنتها على الملأ من حضور من أدباء انني قد طلقت التاريخ بالثلاث.  لعل ذلك وحده يفسر انني لم اكتب شيئا في التاريخ منذ عام ٢٠١٦. بمعنى آخر،  صار الادب شغفي الوحيد..

مشاركة :